فصل: وثغ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


شجغ

العُزَيْزي‏:‏ الشَّجْغُ‏:‏ نقْل القوائم بُسرعة، وجَمل أشْجَغ‏:‏ مُقدم‏.‏ قال الصَغاني مُؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذا تَصحيف، والصواب بالعين المهملة، وقد ذكرته في موضعه‏.‏

شرغ

الشَّرْغ والشرغُ‏؟‏ بفتح الشين وكسرِها؛ والكسر أجود-‏:‏ الضِّفْدِع الصغيرة، وهو في كتاب الليث بالزاي، قال في باب الغين والشين والزاي‏:‏ الشِّزْغ‏؟‏ يُخفَّف ويُثقّل-‏:‏ وهو الضِّفدِع الصغيرة، وقال فيه القائل‏:‏ يا معشر الصِّبيان من يشتري الشّزْغانْ بنات الغِزلان‏.‏

وقال‏:‏

تَرى الشُّزَيْزِيغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ *** مُسْحَنْطِرًا ناظِرًا تَحْت الشَّنَاغِيْبِ

وشَرْغ‏:‏ من قُرى بُخاراء؛ يُنسب إليها جماعة من الفقهاء والمحدثين وهو تَعْرِيْب جَرخ‏.‏

شرنغ

ابن دريد‏:‏ الشُّرْنُوغُ‏:‏ الضفدع الصغيرة بِلُغَة أهل اليمن‏.‏

شغغ

ابن عبّاد‏:‏ شغَّ البعير ببولِه شَغًّا‏:‏ إذا فَرْقه‏.‏

وقد شَغَّ القوم‏:‏ تفرَّقوا‏.‏

والشَّغْشَغَة‏:‏ تحريك السنان في المَطْعُون‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الشَّغْشَغَة بالرمح‏:‏ الغَمْزُ به والطعن‏.‏ وقال أبو عُبيدة‏:‏ هي أن تُدخله وتُخرجه، وأنشد لِعَبد مَناف بن رِبْع الهُذلي‏:‏

فالطَّعْنُ شَغْشَغة والضربُ هَيْقَعَة *** ضَرْبَ المُعَوَّل تحت الدِّيمة العَضَدا

المُعوِّل‏:‏ الذي يبني العالة وهي شِبه الظُّلَّة ليَستَتِر بها من المطر‏.‏

والشَّغْشَغَةُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ ضَرْب من الهدير‏.‏

وقال الليث‏:‏ الشَّغْشَغَة في الشُّرْب‏:‏ التَّصرِيْد وهو التقليل، قال رؤبَة‏:‏

لو كُنْتُ أسْطِيْعُكَ لم يُشَغْشَغِ *** شِرْبي وما المَشْغوْلُ مِثْلَ الأفْرَغِ

أي‏:‏ مِثل الفارِغ وقيل‏:‏ لم يُكّدَّرْ؛ من شَغْشَغْت البِئر‏:‏ إذا كَدَّرْتها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ شَغْشَغْت أفناء‏:‏ إذا ضَببْت فيه ماء أو غيره ولم تَملأه‏.‏

وشَغْشَغَ المُلجِمُ اللِّجتمَ في فم الدابة فامْتنعت عليه فَرَدّده في فيها تأديبًا، قال أبو كبير الهُذليَّ يصف فرسًا‏:‏

ذو غَيِّث بَثْرٍ يُبْذُّ قَذالُهُ *** غذْ كانَ شَغْشَغَةً سِوارَ المُلْجِم

غيث‏:‏ عدو بعد عدو، والسِّوار‏:‏ المُساورة، والمعنى‏:‏ يَغْلِب قَذاله سِوار المُلجم، ويروى‏:‏ شَعْشَة، ويقال‏:‏ شَغْشَغَة تَقَعْقُع وصوت في الحرْب، ومن روى‏:‏ ‏"‏إنْ كان‏"‏ فَرفْعُ السوار أجود والنصب جائز‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الشَّغْشَغة‏:‏ العجلة‏.‏

والتركيب يدل على القِلّة‏.‏

شفدغ

ابن دريد‏:‏ الشُّفْدُغ‏؟‏ بالضم-‏:‏ الضُّفْدِع الصعيرة‏.‏

شلغ

ابن دريد‏:‏ شَلَغَ راسه وثلَغَه‏:‏ إذا شَدَخَه وكسره‏.‏

صبغ

الصِّبْغُ والصِّبَغ‏؟‏ مثال شِبْغٍ وشِبَعٍ- والصِّبة‏:‏ ما يُصْبَغ به‏.‏ والصِّبْغ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ ما يُصْطَبغ به، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وصِبْغٍ للآكلين‏}‏، والجَمْعُ‏:‏ صِبَاغُ، قال‏:‏

تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ *** وباكِرِ المِعْدَةَ بالدَّبَاغِ

بكسْرَةٍ لَيَّنَةِ المَضاغِ *** بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ

ويقال‏:‏ الصِّبْغ والصِّباغُ واحد؛ كدِبْغٍ ودِبَاغٍ ولِبْس ولِباس‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ يقال ما تركته بصبْغ الثمن‏:‏ أي لم أتركه بثمنه الذي هو ثّمنْه ويقال‏:‏ ما أخَذتُه بِصبْغِ الثمن‏:‏ أي لم آخُذه بثمنه الذي هو ثمنه ولكن أخذْتُه بغلاء‏.‏

ويقال للجارية أول ما يُتسرّى بها أو يُعْرَس بها‏:‏ إنها لَحِديثة الصِّبْغِ‏.‏

وصَبَغْت الثوب أصْبُغُه وأصْبَغه وأصْبِغه‏؟‏ والكسر عن الفرّاء- صَبْغًا وصِبْغًا- مثال عِنب؛ وهذا عن الأصمعي-، قال عُذَافِر الكِنديّ‏:‏

وأصْبُغْ ثِيابي صِبَغًا تَحقِيقا *** من جَيِّد العُصْفُرِ لا تَشْرِيْقا

التَّشْرِيْقُ‏:‏ الصِّبْغُ الخفيف‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏صِبْغَةَ الله‏}‏ أي فِطْرَة الله، أي‏:‏ قُلْ يا محمد بل نتَّبِع صِبْغَةَ الله؛ ردًّا على قوله‏:‏ بل نتَّبع مِلّة إبراهيم ونتَّبع صِبغة الله، وقيل‏:‏ اتَّبِعوا صِِبْغة الله‏.‏ وإنما سُميت المِلّة صِبْغَة لأن النصارى امتنعوا من تطهير أولادهم بالماء الأصفر، من قولِهم‏:‏ صَبَغَتِ الناقة مَشافِرها في الماء‏:‏ إذا غَمَسَتْها فيه صَبْغًا وصَبَغَ يده في الماء كذلك، قال ذلك الأصمعي وأنشد‏:‏

فَصَبَتْ مَشَافِرًا كالأشْبَارْ *** تُرْبي على ما قُدَّ يَفْرِيْه الفَارْ

مَسْكَ شَبُوبين لها بأصْبَارْ ***

وقال أبو عمرو‏:‏ الصِّبْغة‏:‏ الدِّين، وقيل‏:‏ صِبْغَة الله هي التي أمَرَ الله بها مُحمدًا‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- وهي الخِتانَة؛ اخْتَتَن إبراهيم‏؟‏ صلوات الله عليه- فهي الصِّبْغة، فجَرت الصِّبْغة على الخِتَانَة‏.‏

وناقةٌ صابِغٌ‏؟‏ بلا هاء-‏:‏ إذا امتلأ ضَرْعُها وحَسُن لونه، وقد صَبَغ ضَرْعُها صُبُوْغًا، وهي أجوَدها محْلَبة وأحَبُّها إلى الناس‏.‏

وصَبَغَتْ عَضَلَة فلان‏:‏ أي طالَت؛ تَصْبُغُ، وبالسين أيضًا‏.‏

وصَبَغَتِ الإبل في الرّعي فهي صابِغَة‏؟‏ بالهاء-، قال جَنْدَل بن المثنى الطُّهَوي‏:‏

داوَيْتُهُ بِرُجُعٍ أبْلاَءِ *** سَوَاهِمًا ولَسْنَ بالأشْفَاءِ

ذا اغْتَمَسْنَ مَلَث الظَّلْماءِ *** بالقَوْمِ لم يَصْبُغْنَ في عَشَاءِ

ويروى‏:‏ ‏"‏لم يَصْبُون‏"‏، يقال‏:‏ صَبَأ في الطعام وصَبَغ‏:‏ إذا وَضَع فيه رأسه‏.‏

ويقال‏:‏ صَبَغُوني في عينك وصَبَغون عنك‏:‏ أي أشاروا إليك بأني مَوْضِع لما قَصَدْتني به، من قَوْل العرب‏:‏ صَبَغْت الرجل بعيني ويدي‏:‏ أي أشَرْت إليه‏.‏ قال الأزهري‏:‏ هذا غَلَط؛ إذا أرادت العرب بإشارة أو غيرها قالوا‏:‏ صَبَعْتُ‏؟‏ بالعين المُهْملة- قاله أبو زيد‏.‏

وأصْبَغ‏:‏ في الأعْلام واسِع‏.‏

والأصْبَغ من الخيل‏:‏ الذي ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه أو أبيَيَّت أطراف ذنبه‏.‏

والأصْبَغ من الخيل‏:‏ الذي ابيَضّت ناصِيَتُه أو ابيَضّت أطراف ذنبه‏.‏

والأصْبَغ من الطير‏:‏ الذي ابيّض ذنَبُه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الأصبَغ أعظم السُّيول‏.‏

والإنسان إذا ضُرِب فأحدث‏:‏ فهو أصْبَغ‏.‏

وأما قول رؤبَة‏:‏

يُعْطِيْنَ من فَضْلِ الإله السْبَغِ *** سَيْبًا ودُفّاعًا كَسَيْلِ الأصْبَغِ

قال أبو إسْحاق‏:‏ لا أدري ما سَيْل الأصْبغ‏.‏ قال الصَّغَاني مُؤلف هذا الكتاب‏:‏ الأصْبغ واد من أودية البحرين‏.‏

والصَّبْغَاء من الشّاء‏:‏ التي ابْيَض طَرَف ذنبها‏.‏

والصَّبْغَاء‏:‏ نبْت‏.‏ وقال أبو زياد‏:‏ من الشَّجر الصَّبغاء؛ وهي تَنْبت في الرمل؛ وهي شَبيهة بالضَّعَه؛ وهي من مساكن الظِّباء في القَيْظ يحتفرن في أصولها الكُنُس‏.‏ وقال غيره من الأعراب‏:‏ الصَّبْغَاء مثل التُمام؛ والضَّعَة أعظم ورقًا وأنْضر خُضرة‏.‏ وقال أبو نصر‏:‏ الصّبْغَاء‏:‏ شجرة بيضاء الثمرة‏.‏

وفي حديث النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه ذكر قومًا يُخرجون من النار ضبائرَ ضَبائر فيُطرحون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما تنْبت الحِبّة في حَمِيل السَّيْل، قال رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «هل رأيتم الصَّبْغاء»‏.‏

وقيل‏:‏ الصَّبْغاء الطاقة من النَّبْت إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها اخضر وما يلي الظل أبيض والصَّبّاغ‏:‏ الذي يصْبُغ الثِّياب‏.‏ والصِّباغة‏؟‏ بالكسر-‏:‏ حِرفته‏.‏ وفي حديث ابي هريرة‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ أنه رأى قومًا يتعادون فقال‏:‏ ما لهم‏؟‏ قالوا‏:‏ خرج الدَّجال؛ فقال‏:‏ كذْبة كَذبها الصّبّاغون، ويروى‏:‏ الصَّيّاغون، ويروى‏:‏ الصَّوّاغون‏.‏ وهم الذين يصبغون الحديث‏:‏ أي يُلوِّنونه ويُغيِّرونه‏.‏

وعن أبي هريرة‏؟‏ رضي الله عنه- أيضًا عن النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ اكْذب الناس أو من أكذَب الناس الصَّبّاغُون والصَّوّاغون‏.‏ قال الخطابي‏:‏ معنى هذا الكلام أن أهل هاتين الصِّناعتين تَكثُر منهم المواعيد في رد المتاع وصَرْب المواقيت فيه ورُبما وقع فيه الخُلْف فقيل على هذا إنهم من أكذب الناس، قال‏:‏ وليس المعنى أن كل صائِغ وصَبّاغ كاذِب‏:‏ ولكنه لمّا فَشا هذا الصَّنِيع من بعضهم أطلق على عامّتهم ذلك؛ إذ كان كل واحد منهم بِرصَد أن يُوجَد ذلك منه، قال‏:‏ وقد قيل إن المراد به صِياغة الكلام وصِبْغَتُه وتلوينه بالباطل؛ كما يقال‏:‏ فلان يَصُوغ الكلام ويُزَخرفه، ونحو ذلك من القول‏.‏والصُّبْغَة‏؟‏ بالضم-‏:‏ البُسْرة التي قد نَضِج بعضُها، تقول‏:‏ نَزَعْت من النخْلة صُبْغَة أو صُبغتين‏.‏

وصَبِيغ بن عُسَيْل الذي كان يُعنِّت سؤالاته عن القرآن وغامِضات الكلام الناس، فأمر عمر‏؟‏ رضي الله عنه- بضربه ونفيه إلى البصرة وكتب إلى واليها ألاّ يُؤويه تأديبًا‏.‏

وصُبَيْغ‏؟‏ مُصغّرًا-‏:‏ ماء لبني مُنقذ بن أعيا من بني أسد بن خُزيمة‏.‏

وصُبيْغاء‏:‏ موضع قُرب طَلَح من الرمل‏.‏

وأصْبَغ الله عليه النّعم‏:‏ أي أتّمها، لغة في أسْبَغها‏.‏

وأصْبَغَت النخلة فهي مُصْبغٌ‏:‏ إذا ظهر في بُسْرها النُّضج‏.‏

وأصْبَغت الناقة وصَبَّغَت تَصبِيغًا وسَبَغَتْ تَسْبِيغًا، والسين أكثر‏.‏

وصَبَّغَت البُسْرَة‏:‏ مثل ذَنَّبَت‏.‏

وصَبَّغَت المرأة ثيابها‏؟‏ والتشديد للمُبالغة-، قال رؤبة‏:‏

قد عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ *** أنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ

وهو أن تُلْقي ولدها من بطنها وقد أشعر‏.‏ واصطبَغَ بالصبْغ‏:‏ أي ائتَدم‏.‏

وقال اللِّحياني‏:‏ تَصَبَّغ فلان في الدين تَصَبُّغًا‏:‏ من الصِّبْغة‏.‏

والتركيب يدل على تلوين الشيء بلون ما‏.‏

صدغ

الصُّدْغُ‏:‏ ما بين العين والأذن، ويسمى‏؟‏ أيضًا- الشعر الذي تدَلى على هذا الموضع‏:‏ صُدْغًا، ويقال‏:‏ صُدْغ مُعَقْرَب، والجمع‏:‏ أصْدَاغٌ، قال‏:‏

عاضَها الله غُلاَمًا بَعْدَما *** شابَتِ الأصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ

وربما قالوا‏:‏ السُّدْغُ‏؟‏ بالسين- قال قُطرب‏:‏ أن قومًا من بني تميم يقال لهم بَلْعَنبر يقلبون السين صادًا عند أربعة أحرف‏:‏ الطاء والقاف والغين والخاء؛ إذا كُنّ بعد السين؛ ولا تُبالي أثانية كانت أم ثالثة أو رابعة بعد أن يكنّ بعدها، يقولون‏:‏ سِراط وصراط؛ وبَسْطة وبَصْطة؛ وسيقل وصيْقل؛ وسَرَقت وصَرَقْت؛ ومَسْغَبة ومَصْغَبَ؛ ومِسْدَغة ومِصْدَغَة، وسخّر لكم وصخّر لكم؛ والسَّخَب والصَّخَب‏.‏

ويقال للمِخَدّة‏:‏ المِصْدَغَة؛ لأنها تُوضَع تحت الصُّدّغ، وربما قالوا مِزْدَغة‏؟‏ بالزاي-، كما قالوا للصِّراط‏:‏ زِرَاط‏.‏

وحكى أبو عُبيد‏:‏ صَدَغْت الرجل‏:‏ إذا حاذيت بِصُدْغِك صُدْغَه في المشي‏.‏

والصِّدَاغُ‏:‏ سِمة في الصُّدغ‏.‏

وقولهم‏:‏ فلان ما يَصْدَغ نملة من ضَعْفِه‏:‏ أي ما يقتُل‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال ما صَدَغَك عن هذا الأمر‏:‏ أي ما صَرَفك وردّك‏.‏

وانَّبع فلان بعيره فما صَدَغَه‏:‏ أي فما ثناه؛ وذلك إذا ندّ‏.‏

وعن سَلَمة‏:‏ اشتريت سِنَّوارًا فلم يصْدَغْهُن، يعني الفأر؛ لأنه لَضعْفِه لا يقدر على شيء فكأنه مصروف عنه‏.‏

والأصدَغان‏:‏ عِرقان تحت الصُّدْغَين‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ هما يضربان من كل أحد في الدنيا أبدًا ولا واحد لهما يُعرف؛ كما قالوا المِذْرَوَان‏.‏

وقال ابن شُمَيْل‏:‏ بعير مَصْدُوغٌ‏:‏ إذا وُسِمَت بالصِّدَاغ‏.‏

والصَّدِيْغ‏:‏ هو الذي أتى له من وقت الولادة سبعة أيام؛ لأنه إنما يشتد صُدْغُه إلى هذه المُدة، ويجوز أن يكون فَعِيلا بمعنى مفعول؛ من صَدَغه عن الشيء‏:‏ إذا صرفه؛ يقال‏:‏ ما صَدَغَكَ عنه‏.‏ ومنه حديث قتادة‏:‏ كان أهل الجاهلية لا يورثون الصبي يجعلون الميراث لذوي الأسنان يقولون‏:‏ ما شأن هذا الصَّدِيْغِ الذي لا يحترف ولا ينفع نجعل له نصيبًا من الميراث، يقال منه‏:‏ صَدُغ الرجل صَدَاغَة‏:‏ أي ضَعُف‏:‏ فهو صَدِيْغ‏.‏

وقال ابن شُمَيل‏:‏ إبل مُصَدَّغَة‏؟‏ بفتح الدال المًشددة-‏:‏ إذا وُسِمت بالصِّدَاغِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ صادغْتُ الرجل‏:‏ إذا داريته‏:‏ قال‏:‏ وهي المُعَارضة في المشي‏.‏

والتركيب يدل على عضو من الأعضاء وعلى ضَعيف، وقد شذّ عن هذا التركيب صَدَغْتُه عن الشيء إذا صرفته عنه‏.‏

صغغ

ابن الأعرابي‏:‏ صَغّ‏:‏ إذا أكل أكلًا كثيرًا‏.‏

وصَغْصَغ الرجل شعره‏:‏ إذا رجَّلَه‏.‏

وصَغْصَغْت الثَّرِيدة‏:‏ مثل سَغْسَغْتُها‏.‏

صفغ

أبو مالك‏:‏ الصَّفْغُ‏؟‏ بالفتح-‏:‏ القَمْح باليد‏:‏ وأصْفَغَ غيره الشيء‏:‏ أي أقمحه إياه، وأنشد لرجل من أهل اليمن يُخاطب أمة‏:‏

دُوْنَكِ بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ *** فأصْفِغِيْهِ فالكِ أيَّ صَفْغِ

ذلك خَيْرٌ من حُطَامِ الدَّفْعِ *** وأنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاةَ نَفْغِ

تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ ***

الرَّفْغُ‏:‏ أسفل الوادي وألأم موضِع فيه‏.‏ والدَّفْغُ‏:‏ تِبْن الذُّرة ونُسافَتُها‏.‏ والنَّفْغُ‏:‏ التّنفُط‏.‏ والمَرْغُ‏:‏ اللعاب‏.‏

صقغ

ابن عبّاد‏:‏ الصُّقْغُ لُغة في الصُّقْع، قال وروي‏:‏

كأنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُغْ

قال‏:‏ وأُنكِر أن يكون إكفاءً‏.‏

صلغ

الصُّلوغ في ذوات الأظلاف‏:‏ مثل السُّلُوغ، يقال‏:‏صَلَغَتِ البقرة والشاة تَصْلَغُ صُلُوغًا؛ فهي صالِغ، وكِباش صُلُّغْ، قال رؤبة‏:‏

والحَرْبُ شُهْبَاءُ الكِباش الصُّلَّغِ ***

ويروى‏:‏ ‏"‏السُّلَّغِ‏"‏‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الصَّالِغ من الضَّأن هي التي تم لها أربع سنين وهي في الخامسة‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ الشاة تَصْلَغُ في السنة السادسة‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ بل في السنة الخامسة‏:‏ وليس بعد الصُّلُوغ سن‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ سُلَّغ وصُلَّغ وسَوَالِغ وصَوَالِغ‏:‏ وذلك لتمام خمس سنين‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ شاة صَالِغ وسَالِغ‏:‏ وهي المُسنّ مثل المُشِبِّ من البقر‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ الصَّالِغ في الشَّاء كالقارح في الخيل‏.‏

وقال الليث‏:‏ الصَّلْغَة‏:‏ السفينة الكبيرة‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الصَّلَغ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ الهضبة الحمراء‏.‏

والصَّلَغَة‏:‏ الرباعية من الإبل السمينة أو السَّديس، وأنشد‏:‏

فِدى ابن داود أبي وأُمِّي *** جَهَّزَ في رِسْلٍ أُلُوْفَ الطَّمّ

كَتائبًا كالصَّلْغِ الأحَمّ ***

صمغ

الصَّمْغُ‏:‏ واحد صُمُوغ الأشجار، وأنواعه كثيرة، فأما الذي يقال له الصَّمغ العربي فصمغ الطَّلْح، والقطعة منه‏:‏ صَمْغَةً‏.‏ وفي المَثَل‏:‏ تَرَكْتُه على مِثْل مَقْرِف الصَّمْغَة، وذلك إذا لم يترك له شيئًا؛ لأنها تُقتَلَع من شجرتها حتى لا تبقى عليها عُلْقَة، ويروى‏:‏ على مِثْل مَقْلَع الصّضمغَة‏.‏

والصَّامِغَان والصَّمَاغان والصِّمْغَان‏:‏ جانبا الفم وهما ملتقى الشفتين مما يلي الشّدقين‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ هما مجتمعا الرّيق في جانبي الشّفَّة وتُسمّيها العامة الصّوّارَين‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الصّامِغان مثل السّامِغَين سواء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نَظَّفوا الصّماغَين فإنها مقعدا المَلَكَين، قال‏:‏

قد شَانَ ابناءَ بَني عَتَابِ *** نَتْفُ الصَّمَاغَين على الأبوابِ

وقال تميم بن حَذْلَم‏:‏ دعوهم وصَمْغَة الأرض وكلوا من كِسْرِكُم‏.‏ صَمْغَة الأرض‏:‏ هي ما ذاب من ذهبها وفضَّتها فكأنه صمغ سال من شجر‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ لقيت صَمْغَان وهو الذي يُصْمِغُ فوه وأذناه وعيناه وأنفه كما تُصْمِغُ الشجرة‏.‏

والقَرْحَةُ‏:‏ صَمْغَةٌ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ إذا حُلبَت الناقة عند ولادها يوجد في أحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصِّمَغَ والصِّمَخَ، الواحدة‏:‏ صِمَغَةٌ وصِمَخَةٌ، فإذا فُطر ذلك أفصح لبنها وأحلولى‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ يقولون لقيت اليوم أبا صِمْغَةَ، مثل صَمْغَانَ‏.‏

وأصْمَغَتِ الشاة‏:‏ إذا كان لبؤها طريا أول ما تُحلب، وشاة مُصْمِغَةٌ يلبئها‏.‏

وأصْمَغَ شدقه‏:‏ أي كثر بُصَاقُه‏.‏

وأصْمَغَتِ الشجرة‏:‏ إذا خرج منها الصَّمْغُ‏.‏

وصَمَّغْتُ الحبر تَصْمِيْغًا‏:‏ جعلت فيه الصَّمْغُ‏.‏

واسْتَصْمَغْتُ الصاب‏:‏ وهو ان تشرط شجرة ليخرج منه شيء مر فينعقد كالصبر‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ اسْتَصْمَغَ‏:‏ صارت به الصَّمْغَةُ أي القرحة‏.‏

صنغ

هذا التركيب مهمل في كتب اللغة التي سميتها في صدر هذا الكتاب التي استخرجته منها، وإنما حملني على ذكره أني رأيت بخط ابن العصار السلمي الرقي؛ وهو أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن، وخطه في الصحة والإتقان حجة؛ وفي مَزَال المعضلات ومعاميها ومَضَال المشكلات ومواميها محجة، في رجز رؤبة‏:‏

فلا تسمع للعيي الصُّنَّغِ *** يمارس الأعضالَ بالتَملُّغِ

ولم يتعرض في الشرح لمعناه، وكذا في سائر نسخ موجدة ببغداد من أراجيز رؤبة‏.‏ ورأيت في نسخة مقروءة على ابن دريد من أراجيزه برواية أبي حاتم وتأريخ الفراغ من نسخها ذو الحجة سنة سبع وستين ومائتين‏:‏

فلا تسمع للعَنِيِّ الصُّبَّغِ ***

بالنون في ‏"‏للعَنيِّ‏"‏ وبالباء الموحدة في ‏"‏الصُّبَّغِ‏"‏ ولم يتعرض لشرحه أيضًا، وبإزائه في الحاشية‏:‏ لم يعرفه أبو بكر أيضًا‏.‏

ولاشك بأن اللفظ مصحف، فإنه لو خلا من التصحيف لفُسِّرَ، ولم يخطر ببالي الفحص عن هذا اللفظ إبان البابي ببلاد الهند وأوان ترددي إليها؛ فإن بها نُسخًا متقنة بهذا الديوان وبسائر دواوين العرب، فأما الآن فقد حيل بين العير والنَّزَوان ولاتَ حين أوان، والله تعالى المُستعان‏.‏

حنت نوار ولات هنا حَنَّتِ *** وبد الذي كانت نوار أجنت

وأما الذي عندي فإنه ‏"‏الصَّيِّغُ‏"‏ فَيْعِلٌ من صاغ يصوغ‏:‏ وهو الكذاب الذي يَصُوغُ الكذب ويزخرفه ويُقَرِّطُ الزور ويُشَنِّفُه‏.‏ ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه رأى قومًا يتعادون فقال‏:‏ مالهم‏؟‏ قالوا‏:‏ خرج الدجال؛ فقال‏:‏ كذبة كذبها الصَّوّاغُوْنَ‏.‏

وأصل صَيِّغ‏:‏ صَيْوغٌ؛ كَسَيِّدٍ وأصله سَيْوِدٌ من سَادَ يَسُودُ‏.‏ وقد جاء على فيعل من الأجوف الواوي كلمات منها‏:‏ الصَّيِّبُ من صابَ يَصُوْبُ؛ والصَّيِّتُ من صاتَ يَصُوْتُ -وكان العباس رضي الله عنه صَيِّتًا-؛ والسَّيِّدُ؛ والمَيِّتُ؛ والشَّيِّرُ والصَّيِّرُ من الشُّوْرَة -وهي الشّارَةُ والهَيْئة- ومن الصورة؛ والثَّيِّبُ؛ وقيل‏:‏ إن القيل أصله قيل من القول لأن قوله نافذ على الناس؛ والنَّيِّرُ؛ والطَّيِّعُ؛ والسَّيِّغُ؛ والرَّيِّقُ؛ والشَّيِّقُ؛ والهَّيِّنُ، وأمثالها‏.‏

صوغ

صاغَ الماء يَصُوْغُ صَوْغًا‏:‏ أي رسب في الأرض‏.‏

وصَاغَ الأُدْمُ في الطعام‏:‏ كذلك‏.‏

وصَاغَ الشيء يَصُوْغُه صَوْغًا، ورجل صَوْاغُ وصائغُ وصَيّاغُ -بلغة أهل الحجاز-، وأصله صَيْوَاغُ؛ كَدَيّارٍ وأصله دَيْوَارُ، وعمله‏:‏ الصِّيَاغَةُ؛ وأصلها‏:‏ صِوَاغَةُ‏.‏

وصاغَةُ الله صِيْغَةً حَسَنَةً‏:‏ أي خلقه خِلْقَةً حسنة‏.‏

وسِهام صِيْغَةٌ‏:‏ أي من عمل رجل واحد، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، قال العجاج‏:‏

وصِيْغَةً قد راشها وركبا *** وفارجًا من قَضْبِ ما تَقضَّبا

وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي‏:‏

ومعي صَيْغَةٌ وجَشّاءُ فيها *** شِرعةٌ حَشْرُها حرى أن يكيسا

وقال ابن عباد‏:‏ فلان من صَيْغَةٍ كريمة‏:‏ أي من أصل كريم‏.‏

وهذا صَوْغُ هذا‏:‏ إذا كان على قدره، وهما صَوْغانِ‏:‏ أي سِيّانِ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال‏:‏ هذا صَوْغُ أخيه‏:‏ إذا ولد في أثره، وصَوْغُه من فوقه وصَوْغُه من تحته؛ كل يقال‏.‏

وهذا الماء صَوْغُ الإناء‏:‏ أي قدره‏.‏ وكل شيء كان قدر شيء فهو صَوْغُه‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ هما صَوْغانِ وسَوْغانِ‏:‏ إذا كانا لِدَةً‏.‏

وقال غيره‏:‏ هو صَوْغُ أخيه طريده‏:‏ ولد في أثره؛ مثل سَوْغِه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ هي أختك صَوْغُكَ وصَوْغَتُكَ‏.‏

قال‏:‏ وصَاغَ له الشراب‏:‏ لغة في ساغِ‏.‏

وفلان يَصُوغُ الكذب‏:‏ أي يختلقه، ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-أنه رأى قوما يتعادون فقال‏:‏ ما لهم‏؟‏ قالوا‏:‏ خرج الدجال، فقال‏:‏ كذبة كذبها الصَّوّاغُونْ‏.‏

وقال الفراء‏:‏ الصَّيِّغَةُ -بكسر الياء المشددة-‏:‏ الثَّرِيْدَةُ، وأصلها صَيْوِغَةٌ‏.‏

والصَّيِّغُ‏:‏ الكذاب المزخرف حديثه‏.‏

وقرأ يحيى بن يعمر والعُطَاردي وابن عمير‏:‏ ‏{‏قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك‏}‏ سموه بالمصدر؛ كما يقال‏:‏ هذا درهم ضرب الأمير‏:‏ أي مضروبه‏.‏ وقرأ سعيد بن جبير وقتادة والحسن البصري‏:‏ ‏{‏صُوَاغَ الملك‏}‏ كأنه مصدر صاغَ؛ نحو قولهم‏:‏ به بوال؛ من بال، وبالدابة قوام؛ من قام‏.‏

وانْصَاغَ الشيء‏:‏ مطاوعُ صاغَه‏.‏

والتركيب يدل على تهيئة شيء على مثال مستقيم‏.‏

صيغ

ابن شميل‏:‏ صَيَّغَ فلان طعامه‏:‏ أي أنقعه في الأُدم حق تَرَيَّغَ‏.‏ وقد رَوَّغَه بالسمن ورَيَّغَه وصَيَّغَه بمعنى واحد‏.‏

ضغغ

أبو صاعد الكلابي‏:‏ ضَغِيْغَةَ من بقل ومن عُشْبٍ‏:‏ إذا كانت الروض ناضرة‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال‏:‏ هي الرَّوْضَةُ والمَرْغَدَةُ والضَّغِيْغَةُ والمَرْعَةُ والمَغْمَغَةُ والحديقة‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ تركنا بني فلان في ضَغِيغَةٍ من الضَّغَائغِ‏:‏ وهي العشب الكثير‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ إذا كان العجين رقيقًا‏:‏ فهو الضَّغِيغَةُ والرَّغِيْغَةُ‏.‏

والضَّغِيْغُ‏:‏ الخصب‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أقمت عنده في ضَغِيْغِ دهره‏:‏ أي قدر تمامه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الضَّغِيْغَةُ من الناس‏:‏ جماعة يختلطون‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ الضَّغِيْغَةُ‏:‏ خبز الأرز المرقق‏.‏

والضَّغَاغَةُ -مثال الغَضَاضَةِ-‏:‏ الأحمق‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أضَغَّتِ الأرض‏:‏ ارتوى نباتها‏.‏

وأضَغَّ القوم‏:‏ أي صاروا في ضَغِيْغَةٍ؛ وهي من العيش‏:‏ الناعم الغَضُّ‏.‏

واضْطِغَاغُ الروضة‏:‏ ارتواء نباتها‏.‏

والضَّغْضَغَةُ‏:‏ لوك الدرداء، يقال‏:‏ ضَغْضَغَتِ العجوز‏:‏ إذا لاكت شيئًا بين الحنكين ولاسنَّ لها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الضَّغْضَغَةُ‏:‏ أن يتكلم الرجل فلا يبين كلامه‏.‏

وقال غيره‏:‏ الضَّغْضَغَةُ حكاية أكل الذئب اللحم‏.‏

والضَّغْضَغةُ‏:‏ زيادة في الكلام وكثرة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ ضَغْضَغَ اللحم في فيه‏:‏ إذا لم يحكم مضغه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الضاد والغين ليس بشيء ولا هو أصلا يُفرَّعُ منه أو يقاس عليه، وذكر أكل الذئب اللحم ولوك الرداء والأحمق والعجين الرقيق والخصب ثم قال‏:‏ وليس هذا كله بشيء وإن ذكر‏.‏

ضمغ

ضَمَغْتُ الجلد‏:‏ بللته إذا كان يابسًا‏.‏

وقال الخارزنجي‏:‏ ضَمَغَ شدق البعير‏:‏ إذا انشق، وأضْمَغَه السلم‏.‏ وقال الليث‏:‏ أضْمَغَ شدقه، قال‏:‏ الأضْمَاغُ‏:‏ أن يكثر بصاق شِدِقْه، وأنشد‏:‏

وأضْمَغَ شدقه يبكي عليها *** يسيل على عوارضه البُصاقا

وقال أبو عمرو‏:‏ انْضَمَغَ‏:‏ أي ابتل‏.‏

طغغ

ابن الأعرابي‏:‏ الطَّغُّ والطُّغْيَا‏:‏ الثور‏.‏

طلغ

الكلابي‏:‏ الطَّلَغَانُ‏:‏ أن يُعْيي فيعمل على الكلال‏.‏ وإذا عجز الرجل، يقال‏:‏ هو يَطْلَغُ المهنة‏.‏

طمغ

ابن عبّاد‏:‏ الطَّمَغُ‏:‏ الغَمَصُ في العين، يقال‏:‏ طَمِغَتْ عينه تَطمَغ‏.‏

ظربغ

أبو عمرو‏:‏ الظَّرْبَغَانَةُ‏:‏ الحية‏.‏

غوغ

ابن دريد‏:‏ الغَاغُ‏:‏ الذي يسمى الحَبَقَ‏.‏

وقال الليث‏:‏ الغاغَةُ‏:‏ نبات شبه الهِرْنَوَى‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ الجراد أول ما يكون سرة، فإذا تحرك فهو دَبَيً قبل أن ينبت جناحاه، ثم يكون غَوْغاءً‏.‏ قال‏:‏ وبه سمي الغَوْغاءُ من الناس‏.‏

قال والغَوْغاءُ -أيضًا-‏:‏ شبه البعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي لأنه ضعيف‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ إذا أحمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها صار إلى الحمرة فهو الغَوْغاءُ‏.‏

وقال أبو عباس‏:‏ إذا سميت رجلا بِغَوْغاءَ فهو على وجهين‏:‏ إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه، وإن نويت به ميزان قعقاع صَرَفْتَه‏.‏ وسنعيد ذكره -إن شاء الله تعالى- لهذا التقسيم في باب الحروف اللينة‏.‏

فتغ

ابن دريد‏:‏ الفَتْغُ -زعموا-‏:‏ الوطء، يقال‏:‏ فَتَغْتُ الشيء افْتَغُه فَتْغًا‏:‏ إذا وطئته حتى ينشدخ، مثل الفَدْغِ أو نحوه‏.‏

وقال غيره‏:‏ تَفَتَّغَ الشيء تحت الضرس سريعًا، وهو كالبطيخ ونحوه‏.‏

فثغ

ابن عباد‏:‏ فَثَغْتُ رأسه‏:‏ مثل شدخته‏.‏

فدغ

الفَدْغُ‏:‏ شَدْخُ الشيء المجوف، يقال‏:‏ فَدَغْتُ رأسه أفْدَغُه فَدْغًا، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إن الله أمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت‏:‏ يا رب إني إن آتِهم يُفْدَغْ رأسي كما تُفْدَغُ العترة‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏يُفْلَغْ‏"‏ و ‏"‏يُثْلَغْ‏"‏‏.‏

وفي حديث ابن سيرين‏:‏ أنه سُئل عن الذبيحة بالعود فقال‏:‏ كل ما لم يُفْدَغْ‏.‏ وفي حديث آخر في الذبح بالحجر‏:‏ «إن لم يَفْدَغِ الحلقوم فكل»‏.‏ أي‏:‏ إن لم يُثَرِّده‏.‏

والمِفْدَغُ‏:‏ المِشْدَخُ، قال رؤبة‏:‏

وذاق حنيات الدواهي اللدغ *** مني مَقَاذِيْفَ مدق مِفْدَغِ

يقال‏:‏ فَدَغَ الكماة في السمن‏.‏ وقيل لأعرابي‏:‏ كيف أكلك الثريد‏؟‏ فقال‏:‏ أصْدَغُ بهاتين السبابة والوسطى وافْدَغُ بهذه يعني الإبهام‏.‏

وفَدَغْتُ حب العنب ونحوه‏.‏

وقال ابن عباد؛ الفَدَغُ‏؟‏ بالتحريك-‏:‏ التواء في القدم‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو كالفَدَعِ -بالعين المهملة-، والإهمال أكثر‏.‏

والأفداغ‏:‏ ماء عليه نخل في جبل قطن‏.‏

وفَدَغْتُ الطعام‏:‏ أي سَغْسَغْتُه‏.‏

وكل شيء لان عن يبس فقد انْفَدَغَ‏.‏

فرغ

فَرَغْتُ من الشغل أفْرُغُ فُرُوْغًا وفَرَاغًا، وفَرعَ يَفْرَغُ -مثال سَمعَ يَسْمَعُ- لغة فيه، وكذلك فَرغَ -بالكسر- يَفْرُغُ -بالضم- مركب من لغتين‏.‏ وقال يونس في كتاب اللغات‏:‏ فَرَغَ يَفْرَغُ -بالفتح فيهما- لغة أيضًا‏.‏ وقرأ قتادة وسعيد بن جبير والأعرج وعُمارة الدّارعُ‏:‏ ‏{‏سَنَفْرَغُ لكم‏}‏ بفتح الراء، على فَرِغَ يَفْرَغُ وفَرَغَ يَفْرَغُ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وأبو السمال‏:‏ ‏"‏سَنِفْرِغُ‏"‏ بكسر النون وفتح الراء على لغة من يكسر أول المستقبل، وقرأ أبو عمرو أيضًا‏:‏ ‏"‏سَنِفْرغُ‏"‏ بكسر الراء مع كسر النون، وزعم أن تميما تقول‏:‏ نعلم‏.‏

ورجل فَرِغٌ‏:‏ أي فارغٌ، كَفَرِهٍ وفارِهٍ وفَكِهٍ وفاكِهٍ، ومنه قراءة أبي الهذيل‏:‏ ‏(‏وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فَرِغًا‏}‏، وقرأ الخليل‏:‏ فُرُغًا -بضمتين- بمعنى مُفَرَّغٍ، كذُلُلٍ بمعنى مُذَللٍ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فارغًا‏}‏ أي خاليا من الصبر، ومنه يقال‏:‏ إناء فارغ، وقيل‏:‏ خاليًا من كل شيء إلا من ذكر موسى -صلوات الله عليه-، وقيل‏:‏ فارغًا من الاهتمام به لأن الله تعالى وعدها أن يرده إليها بقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏إنا رادوه إليك‏}‏‏.‏

والفراغ في اللغة على وجهين‏:‏ الفَرَاغُ من الشغل معروف، والآخر‏:‏ القصد للشيء، والله تعالى لا يشغله شيء عن شيء، ومنه قيل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَنَفْرُغُ لكم‏}‏ أي سنقصد‏.‏ ويقال -أيضًا-‏:‏ فَرَغَ إليه، قال جرير‏:‏

ألاَنَ وقد فَرَغْتُ إلى نُمير *** فهذا حين كنت لهم عِقابا

وقال جرير -أيضًا- يرد على البعيث ويهجو الفرزدق‏:‏

ولما اتقى القين العراقي باستهِ *** فَرَغْتُ إلى القين المقيد في الحجل

ويقال‏:‏ فَرَغَ فُرُوْغًا‏:‏ أي مات‏.‏

والفَرْغُ‏:‏ مخرج الماء من الدلو من بين العَرَاقي، ومنه سمي الفَرْغانِ؛ فَرْغُ الدلو المقدم وفَرْغُ الدلو المؤخر، وهما من منازل القمر، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف الحَمير‏:‏

وذكرها فيح نجم الفُرُوْغِ *** من صيهد الحر برد الشمال

ويروى‏:‏ ‏"‏فأوْرَدَها‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏من صَيْهَدِ الصيف‏"‏‏.‏ وقال ابن قتيبة في كتاب الأنواء‏:‏ غَلِطَ هذا الشاعر، لأن الفَرْغَ لا يكون في طلوعه ولا في سقوطه صيهد وهو شدة الحر‏.‏

وقال أبو خراش الهذلي‏:‏

وظل لنا يوم كأن أواره *** ذكا النار من فيح الفُرُوْغ طويل

ويروى‏:‏ ‏"‏الفُرُوْغ‏"‏ بالعين المهملة‏:‏ أي من أعاليه، وإنما جمع الفُروغَ بما حول الفَرْغَيْنِ من الكواكب‏.‏

وقال الجمحي‏:‏ الجوزاء تسمى الفُرُوْغَ، وقال الكُميت‏:‏

يا أرضنا هذا أوان تحيين *** كيف بغير العَتَكِيِّ تَرْوَيْنْ

أم كيف إلا بنداه تَنْدَيْنْ *** قد طالما حُرِمْتِ نوء الفَرْغَيْنْ

العتكي‏:‏ هو مخلد بن يزيد بن المهلب‏.‏

وكل واحد منهما كوكبان بين كل كوكبين قدر خمس أذرع في رأي العين‏.‏

والفَرغُ -أيضًا-‏:‏ الإناء الذي فيه الصقر؛ وهو الدبس، وقال أعرابي‏:‏ تبصروا الشَّيفان فإنه يصوك على شَعَفِةِ المصاد كانه قرشام على فَرْغِ صقر‏.‏ الشَّيِّفانُ‏:‏ الطليعة؛ وأصله شَيْوفانٌ، والمصاد‏:‏ الجبل، والقِرشامُ‏:‏ القُرادُ‏.‏

وفَرْغُ القبة وفَرْغُ الحفر‏:‏ بلدان لتميم‏.‏

وفَرْغانَةُ‏:‏ ناحية بالمشرق تشتمل على أربع مدن وقصبات كثيرة، فالمدن‏:‏ أوشُ وأوزْجَنْدُ وكاسَانُ ومَرْغِبْنان، وليست فَرْغانَةُ بلدة بعينها‏.‏

وفَرْغانَة -ويقال‏:‏ فَرْغانُ-‏:‏ من قرى فارس‏.‏

وفَرْغانُ‏:‏ بلد باليمن من مخلاف بني زبيد‏.‏

وأبو الحسن احمد بن الفتح بن عبد الله بن فَرْغَانَ الموصلي‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

والأفْرَاغُ‏:‏ مواضع حول مكة -حرسها الله تعالى-‏.‏

وأفْرَاغَةُ‏:‏ مدينة بالأندلس‏.‏

وفَرُغَتِ الضربة تَفْرُغُ -مثال كَرُمَتْ تَكْرُمُ-‏.‏ أي اتسعت، فهي فَرِيْغَةٌ -بالهاء-، قال لبيد -رضي الله عنه-‏:‏

وكل فَرِيْغَةٍ عجلى رموحٍ *** كان رشاشها لهب الضِّرَامِ

والفَرِيغَةُ -أيضًا-‏:‏ المَزَادَةُ الكثيرة الأخذ للماء‏.‏

والفَرِبْغُ‏:‏ مستوى من الأرض كأنه طريق، وقيل له‏:‏ فَرِيْغٌ كأنه قد أثر فيه لطول ما وطئ، قال أبو كبير الهذلي‏:‏

فأجَزْتُهُ بأفل تحسب أثره *** نهجا أبان بذي فَرِيْغٍ مخرف

شبه بياض الفرند بوضوح هذا الطريق، ويروى‏:‏ ‏"‏فأجَزْتَه‏"‏ أي أجزت هذا المرثي ومعك سيف، وروى ابن حبيب‏:‏ ‏"‏مِجْرَفِ‏"‏ أي يجرف كل شيء‏.‏

وفرس فَرِيْغٌ وفِرَاغٌ‏:‏ واسع المشي هملاج‏.‏

والفِرَاغُ -بالكسر-‏:‏ ناحية الدلو التي تصب الماء منه، قال‏:‏

يسقي به ذاة فِرَاغٍ عثجلا

وقال أبو عمرو‏:‏ الفِرَاغُ‏:‏ العِدُلُ من الأحمال بلغة طيئ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ كل إناء عند العرب فِرَاغٌ‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ الفِرَاغُ‏:‏ حوض من أدم واسع ضخم، قال أبو النجم‏:‏

تهدي بها كل نِيَافٍ عندل *** طاويةٍ جنبي فِرَاغ عَثْجَل

ويقال‏:‏ عنى بالفِرَاغُ ضرعها أنه قد جف ما فيه من اللبن فتغضن‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ الفِرَاغُ من النوق‏:‏ الغزيرة الواسعة جراب الضرع‏.‏

والفِرَاغُ‏:‏ في قول امرئ القيس‏:‏

ونحت له عن أزر تألبةٍ *** فلق فِرَاغِ معابل طُحْلِ

القوس الواسعة جرح النصل نحتْ‏:‏ تحرفتْ؛ أي‏:‏ رمته عن قوس، وله‏:‏ لإمرئ القيس، وأزر‏:‏ قوة وزيادة، وقيل‏:‏ الفِرَاغُ النصال العريضة، وقيل‏:‏ الفِرَاغُ‏:‏ القوس البعيدة السهم، ويروى‏:‏ ‏"‏فِرَاغَ -بالنصب-؛ أي‏:‏ نحت فِرَاغَ؛ والمعنى‏:‏ كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الفِرَاغُ‏:‏ القدح الضخم الذي لا يطاق حمله، وجمعه‏:‏ أفْرِغَةٌ‏.‏ وفَرِغَ الماء -بالكسر-‏:‏ أي انصب‏.‏

والفَرَاغَةُ‏:‏ الجزع، قال‏:‏

يكاد من الفَراغَةِ يُسْتَطارُ

والفِرْغُ -بالكسر- الفُرّاغُ، قال طليحة بن خويلد الأسدي في قتل ابن أخيه حبال بن سلمة بن خويلد‏:‏

فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم *** أليسوا وإن لم يُسلموا برجالِ

فإن تكُ أذواد أُصِبْنَ ونسوة *** فلن تذهبوا فِرْغًا بقتل حبال

ويقال‏:‏ ذهب دمه فِرْغًا وفَرْغًا‏:‏ أي هدرا لم يطلب به‏.‏

والافْرَغُ‏:‏ الفارغ، قال رؤبة‏:‏

لو كنت أسطيعك لم يُشَغْشَغِ *** شربي وما المشغول مثل الأفْرَغِ

والطعنة الفَرْغاءُ‏:‏ ذاة الفَرْغِ وهو السعة‏.‏

والأفْرَاغُ‏:‏ الصب، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ربنا أفْرِغْ علينا صبرًا‏}‏ أي اصبب؛ كما تفرغ الدلو‏:‏ أي تصب‏.‏

وحلقة مُفْرَغَةٌ‏:‏ أي مصمتة الجوانب‏.‏

ويروى قول رؤبة‏:‏

بمدفق الغرب رحيب المَفْرَغِ ***

بضم الميم وفتحها، فالضم بمعنى الإفْرَاغِ، والفتح بمعنى الموضع، وقال أبو وجزة السعدي‏:‏

أفْرِغْ لجوف وردها أفراد *** عباهل عبهلها الذُّوّادُ

وأفْرَغْتُ الدماء‏:‏ أرقتها‏.‏

وفَرَّغْتُه تَفْرِيْغًا‏:‏ أي صببته‏.‏ وتَفْرِيغُ الظروف‏:‏ إخلاؤها‏.‏

ويزيد بن ربيعة بن مُفَرِّغٍ الحميري الشاعر، وقيل له مُفَرِّغ لأنه راهن على أن يشرب عسًا من لبن ففَرَّغَه شربا‏.‏ وقال ابن الكلبي في نسب حمير‏:‏ هو يزيد بن زياد بن ربيعة مُفَرِّغ، وكان حليفًا لآل خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، قال‏:‏ وله اليوم عَقِبٌ بالبصرة‏.‏

وقرأ الحسن البصري وأبو رجاءٍ والنخعي وعمران بن جرير‏:‏ ‏(‏حتى إذا فُرِّغَ عن قلوبهم‏}‏‏.‏

والمُسْتفرِغَةُ من الإبل‏:‏ الغزيرة‏.‏

والإسْتِفْرَاغُ في اصطلاح الأطباء‏:‏ تكلف القيىء‏.‏

واسْتَفْرَغَ فلان مجهوده‏:‏ إذا لم يبق من جهده وطاقته شيئًا‏.‏ وفرس مُسْتَفْرغٌ‏:‏ لا يدخر من حُضْرِه شيئًا‏.‏

وافْتَرَغْتُ‏:‏ أي صببت على نفسي‏.‏ وافْتَرَغْتُ من المزادة لنفسي ماء‏:‏ إذا اصطَبَبْتَه‏.‏

وتَفَرَّغَ‏:‏ تخلى من الشغل، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «تَفَرَّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم‏.‏

والتركيب يدل على خُلُو ذرعٍ‏.‏

فشغ

فَشَغَه‏:‏ أي علاه حتى غَطّاه، قال عدي بن زيد العبادي يصف فرسا‏:‏

له قُصِّةٌ فَشَغَتْ حاجبيه *** والعين تبصر ما في الظلم

والناصية الفَشْغَاءُ والفاشِغَةُ‏:‏ المنتشرة‏.‏

وفَشَغَه بالسوط‏:‏ أي علاه به‏.‏

والفُشَاغُ‏:‏ الرقعة من أدم يُرْقَعُ بها السقاء‏.‏

والفُشَاغُ -مثال صُرَاخٍ- والفُشّاغُ -مثال مُكّاءٍ-‏:‏ نبات يعلو الأشجار فيلتوي عليها فيفسدها‏.‏

وقال الليث‏:‏ الفَشْغَةُ‏:‏ قطنة في جوف القصبة‏.‏

والفَشْغَةُ -أيضًا-‏:‏ ما تطاير من جوف الصَّوْصَلاة، والصَّوْصَلاةُ حشيش، وهو الصّاصُلى‏.‏

قال‏:‏ ورجل أفْشَغُ الثنية ناتئها‏.‏

وأفْشَغُ الأسنان‏:‏ متفرقها لسعة ما بينها‏.‏

والأفْشَغُ‏:‏ الذي ذهب قرناه كذا وكذا‏.‏

ورجب مِفُشَغٌ -بكسر الميم-‏:‏ الذي يواجه صاحبه بما يكره، وقيل‏:‏ هو الذي يقدع الفرس ويقهره، قال رؤبة‏:‏

بأن أقوال العنيف المِفْشَغِ *** خلطٌ كخلطِ الكذب المُمَغْمَغِ

ويروى‏:‏ ‏"‏المُمَضَّغِ‏"‏‏.‏ والمُمَغْمَغُ‏:‏ المخلط‏.‏

ويقال للرجل الميون القليل الخير‏:‏ مُفْشِغٌ -بضم الميم-، وقد أفْشَغَ الرجل‏.‏

وأفْشَغْتُ الرجل السوط‏:‏ ضربته به‏.‏

وفَشَّغَه النوم تَفْشِيْغًا‏:‏ إذا علاه وغلبه؛ عن الأصمعي، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي‏:‏

فإذا غزال عاقد *** كالظبي فَشَّغَهُ المنام

أي‏:‏ كسله‏.‏

وأنْفَشَغَ‏:‏ ظهر وكثر‏.‏

وتَفَشَّغَ فيه الشيب‏:‏ أي كثر وأنتشر‏.‏

وتَفَشَّغَ فيه الدم‏:‏ أي غلبه ومشى في بدنه‏.‏

والتَّفَشُّغُ‏:‏ التَّفْخِيْذُ، وتَفَشَّغَ الرجل البيوت‏:‏ دخل بينها‏.‏

وفي حديث عمر -رضي الله عنه-‏:‏ أن وفد البصرة أتوه وقد تَفَشَّغوا؛ فقال‏:‏ ما هذه الهيئة‏؟‏ فقالوا‏:‏ تركنا الثياب في العياب وجئناك، قال‏:‏ البسوا أميطوا الخيلاء‏.‏ معنى تَفَشَّغُوا‏:‏ لبسوا أخس ثيابهم ولم يتهيأوا، وقال جار الله العلامة الزمخشري -رحمه الله-‏:‏ أنا لا آمن أن يكون مصحفا من تَقَشَّفُوا، والتَّقَشُّفُ‏:‏ ألا يتعاهد الرجل نفسه؛ ومنه عام أقْشَفُ‏:‏ وهو اليابس، قال‏:‏ فإن صح ما رووه فلعل معناه‏:‏ انهم لم يحتفلوا في الملابس وتثاقلوا عن ذلك لما عرفوا من خشونة عمر -رضي الله عنه- أطلق لهم أن يتجملوا باللباس على ألا يختالوا فيه‏.‏

وفي حديث علي -رضي الله عنه- أنه قال له الأشتر‏:‏ إن هذا الأمر قد تَفَشَّغَ‏:‏ أي كثر وعلا وظهر‏.‏

وفي حديث النجاشي -رضي الله عنه- أنه قال لقريش‏:‏ هل تَفَشَّغَ فيكم الولد فإن ذلك من علامات الخير، قالوا‏:‏ وما تَفَشُّغُ الولد‏؟‏ قال‏:‏ هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم وأكثر من ذلك، قال‏:‏ فهل ينطق فيكم الكرع‏؟‏ قالوا‏:‏ وما الكرع‏؟‏ قال‏:‏ الرجل الدنيء النفس والمكان، قالوا‏:‏ لا ينطق في أمرنا إلا أهل بيوتنا وأهل رأينا، قال‏:‏ إن أمركم -إذن- لمقبل، فإذا نطق فيكم الكرع وقل ولدكم أدبر جدكم‏.‏ أي‏:‏ هل كثر فيكم الولد‏؟‏ وقال أبو حسان مسلم الأحرد الأعرج‏:‏ قلت لابن عباس‏؟‏ رضي الله عنهما-‏:‏ ما هذه الفتيا التي قد تَفَشَّغَتْ‏:‏ من طاف فقد حل‏؟‏ قال‏:‏ سُنَّةُ نبيكم -صلى الله عليه وسلم- وإن رغمتم‏.‏ أي انتشرت، قال طفيل بن عوف الغنوي‏:‏

وقد سمنت حتى كأن مخاضها *** تَفَشَّغَها ظلع وليست بظلعِ

وتَفَشَّغَه الدَّيْنُ‏:‏ أي ركبه وعلاه‏.‏ وتَفَشَّغَ الجمل الناقة‏:‏ كذلك‏.‏

والمُفَاشَغَةُ‏:‏ أن يُجَر ولد الناقة ويُنحَرَ وتُعْطَفَ على ولد آخر يجر إليها فيُلقى تحتها فترأمه، يقال‏:‏ فاشَغَ بينهما، وقد فُوْشِغَ بها، قال الحارث بن حلزة‏:‏

بطلا يجروه ولا يرثي له *** جر المُفَاشِغِ هم بالارامِ

والفِشَاغُ‏:‏ الشِّغَارُ‏.‏

والتركيب يدل على الانتشار‏.‏

فضغ

ابن دريد‏:‏ فَضَغْتُ العود أفْضَغُه فَضْغًا‏:‏ إذا هشمته‏.‏

ورجل مِفْضَغٌ‏:‏ إذا كان يتشدق ويلحن؛ كأنه يَفْضَغُ الكلام‏.‏

فغغ

ابن عباد‏:‏ فَغَّتْني الرائحة تَفُغُّني‏.‏ والغَفَّةُ‏:‏تَضَوُّعُ الرائحة‏.‏

فلغ

ابن دريد‏:‏ الفَلْغُ والثَّلْغُ واحد، يقال‏:‏ فَلَغْتُ رأسه وثَلَغْتُه؛ سواء‏:‏ إذا شدخته، وقد مر الشاهد من الحديث في تركيب ث ل غ‏.‏

وتَفَلَّغَ‏:‏ تهشم‏.‏

فوغ

شَمِرٌ‏:‏ فَوْغَةُ الطيب وفَوْعَتُهُ‏:‏ رائحته‏.‏

قال‏:‏ والفَوْغَةُ من الفاغِيَةِ، قال الأزهري‏:‏ كأنها مقلوبة منها‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ فاغَتِ الرائحة تَفْوْغُ فَوْغًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الفائغَةُ‏:‏ الرائحة المخشمة من الطيب وغيره‏.‏

وقال غيره‏:‏ الفَوَغُ -بالتحريك- الضخم في الفم، يقال‏:‏ رجل أفْوغُ‏.‏

وفاغُ‏:‏ من قرى سمرقند‏.‏

كرغ

كَرَاغ -مثال سَحَابٍ-‏:‏ نهر بهراة‏.‏

لتغ

ابن دريد‏:‏ اللَّتْغُ‏:‏ الضرب باليد -زعموا-‏.‏ يقال‏:‏ لَتَغَه بيده يَلْتَغُه لَتْغًا، قال‏:‏ وليس بثبت‏.‏

وقال غيره‏:‏ اللَّتْغُ‏:‏ مثل اللَّدْغْ‏.‏

لثغ

الليث‏:‏ الَّلثَغُ والُّثْغَةُ‏:‏ مصدرا الألْثَغِ؛ وهو الذي يتحول لسانه من السين إلى الثاء‏.‏ وقال غيره‏:‏ اللُّثْغَةُ في اللسان‏:‏ أن يجعل الراء غينا أو لاما والسين ثاء، وافق الليث في المعنى الأخير‏.‏ يقال‏:‏ لَثِغَ يَلْثَغُ لَثَغًا‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ اللَّثَغُ‏:‏ اختلال في اللسان وأكثر ما يقال في الراء إذا جُعلت ياء أوغينا‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ الألْثَغُ‏:‏ الذي لا يتم رفع لسانه في الكلام وفيه ثقل‏.‏

وفي نوادر الأعراب‏:‏ ما أشد لُثْغَتَه وما أقبح لَثَغَتَه‏.‏ فبالضم‏:‏ ثقل اللسان؛ وبالتحريك‏:‏ الفم‏.‏

وقال محمد بن يزيد‏:‏ اللُّثْغَةُ‏:‏ أن يعدل بحرف إلى حرف‏.‏

وقال غيره‏:‏ لَثَغَ فلان لسان فلان‏:‏ إذا صيره ألْثَغَ‏.‏

لدغ

لَدَغَتْه العقرب تَلْدَغُه وتَلْدَاغًا؛ فهو مَلْدُوْغٌ ولَدِيْغٌ، ومنه قول النبي-صلى الله عله وسلم-‏:‏ «لا يُلْدَغُ المؤمن من حجر مرتين‏.‏ وقوم لَدْغى ولُدَغَاءُ‏.‏

ويقال -أيضًا-‏:‏ قوم لَدْغى ولُدَغَاءُ‏:‏ وقاع في الناس‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ لَدَغَتْه الحية لَدْغًا‏.‏

ولَدَغْتُ فلانا بكلمة‏:‏ إذا نزغته بها، قال رؤبة‏:‏

وذاق حيات الدواهي اللُّدَّغِ *** مني مقاذيف مدق مِفْدَغِ

ورجل مِلْدَغٌ‏:‏ إذا كان يفعل ذلك بالناس‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ اللُّدَّاغُ-بالضم والتشديد-‏:‏ الشوك وطرفه المحدد‏.‏

واللُّدّاغَةُ‏:‏ القارصة من الرجال‏.‏

لصغ

ابن عباد‏:‏ لَصغَ الجلد لُصُوْغًا‏:‏ إذا يبس على العظم عجفًا‏.‏

لغغ

ابن دريد‏:‏ اللَّغْلَغُ‏:‏ طائر، قال‏:‏ ويقال اللقلق‏:‏ لطائر آخر‏.‏

أراد‏:‏ أن اللِّغْلَغَ غير اللقلق‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ لَغْلَغَ ثريده‏:‏ إذا رواه من الأدم ونحو ذلك‏.‏

قال‏:‏ ويقال‏:‏ في كلامه لَغْلَغَةٌ ولَخْلَخَةٌ‏:‏ أي عُجْمَة‏.‏

لوغ

ابن دريد‏:‏ اللَّوْغُ‏:‏ أن تدير الشيء في فمك م تلفظه، والفعل‏:‏ لاغَهُ يَلُوْغُه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ لاغَ بَلُوْغُ لَوْغًا‏:‏ إذا لزم الشيء‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ يقال‏:‏ هو سائغ لائغٌ وسَيَّغٌ لَيَّغٌ‏.‏

ليغ

أبو عمرو‏:‏ الألْيَغُ‏:‏ الذي لا يبين الكلام‏.‏

وقال الليث‏:‏ الألْيَغُ‏:‏ الذي يرجع لسانه إلى الياء‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ في المثل‏:‏ دري بما هندك باليْغَاءُ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ رجل لِيَاغَةٌ -بالكسر-وألْيَغُ‏:‏ أي أحمق‏.‏ والَّليَغُ -بالتحريك-‏:‏ الحُمق الجيد‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ لِغْتُ الشيء ألِيْغُه لَيْغًا‏:‏ إذا راودته عنه‏.‏

قال‏:‏ وتَلَيَّغَ‏:‏ أي تحمق‏.‏

مرغ

ابن دريد‏:‏ الأمْرَغُ‏:‏ موضع‏.‏

والمَرْغُ‏:‏ اللعاب، قال رجل من أهل اليمن يخاطب أمه‏:‏

دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرفغِ *** فأصفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ

ذلك خير من حطام الدَّفْغِ *** وأن تري كفك ذاة نَفْغِ

تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ ***

وتقول العرب‏:‏ أحمق لا يجأى مَرْغَه‏:‏ أي لا يحبس لعابه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ مَرَغَ البعير يَمْرَغُ مَرْغًا‏:‏ كأنه يرمي باللغام، وبكار مُرَّغٌ‏:‏ يسيل لغامها، قال رؤبة‏:‏

أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ *** بالهدر تَكْشَاشَ البكار المُرَّغِ

ويقال‏:‏ المُرَّغُ‏:‏ التي يسيل مَرْغُها، وليس له واحد‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ المُرَّغُ‏:‏ مُرَّغ في التراب‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ المُرَّغُ‏:‏ التي تَمرَّغُها الفحول‏.‏

ومَرَغَتِ السائمة العشب تَمَرَغُه مَرْغًا‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ المَرْغُ‏:‏ أكل العشب‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ مَرَغَ العير في العشب‏:‏ أقام فيه، وأنشد‏:‏

إني رأيت العير في العشب مَرَغْ *** فجئت أمشي مستطارا في الرَّزَغْ

وقال أبو عمرو‏:‏ المَرْغَةُ‏:‏ الروضة‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ المَرْغُ الروضة الكثيرة النبات‏.‏

والمَرَاغُ والمَرَاغَةُ‏:‏ موضع تمرغ الدابة، قال أبو النجم يصف ناقة‏:‏

يجفلها كل سنام مجْفَلِ *** لأُيًا بلأي في المَرَاغِ المسهل

والمَرْغُ‏:‏ المصير الذي يجتمع فيه بعر الشاة‏.‏

ومَرَاغَةُ‏:‏ أشهر باد أذربيجان‏.‏

والمَرَاغَةُ -أيضًا-‏:‏ من بلاد بني يربوع، قال أبو البلاد الطهوي وكان خطب امرأة فَزُوِّجتْ من رجل من بني عمرو بن تميم فقتلها فهرب‏:‏

ألا أيها الظبي الذي لي بارحا *** جبوب الملابين المَرَاغَةِ والكدر

سُقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر *** لنا من سُلَيمى إذ نشدناك بالذكر

والمَرَائغُ‏:‏ كورة بصعيد مصر غربي النيل‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بنو المَرَاغَةِ‏:‏ بُطين من العرب‏.‏

فأما قول الفرزدق لجرير‏:‏ يا ابن المَرَاغَةِ؛ فإنما يُعَيَّرُه بني كليب لأنهم أصحاب حمير، وقال الغوري‏:‏ لأن أُمه ولدت في مَرَاغَةِ الإبل‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ المَرَاغَةُ‏:‏ الأتَان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا، قال‏:‏ وقيل هي مشربُ الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريرًا‏:‏

يا ابن المَرَاغَةِ أين خالك أنني *** خالي حُبَيْشٌ ذو الفعال الأفضل

وقال بعضهم‏:‏ المَرَاغَةُ‏:‏ أم جرير لقبها به الأخطل حيث يقول‏:‏

وابن المَرَاغَةِ حابس أعياره *** قذف الغريبة ما تذوق بلالا

أراد أمة كانت مَرَاغَةً للرجال، ويروى‏:‏ رمي الغريبة‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ فلانٌ مَرَاغَةُ مال‏:‏ كما يقال إزاء مال‏.‏

ورجل مَرّاغَةُ -بالفتح والتشديد-‏:‏ أي يَتَمرَّغُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ المَرْغُ‏:‏ الإشباع بالدهن‏.‏

وقال غيره‏:‏ المِمْرَغةُ‏:‏ المعى الأعور لأنه يُرمى به، وسُميَ أعور لأنه كالكيس لا منفذ له‏.‏

والمارغ‏:‏ الأحمق‏.‏

وأما قول رؤبة‏:‏

خالط أخلاق المجون الأمرغ ***

فمعناه‏:‏ خالط الأخلاق السيئة المنتنة فصار كالمُتَمَرَّغِ في السوءات‏.‏

وقد مرغ عِرضُه -الكسر-‏.‏

وشَعَرٌ مَرِغٌ -مثال كَتِفٍ-‏:‏ ذو قبول للدهن، ورجل أمْرَغُ‏.‏

وأمْرَغَ‏:‏ أي سال لعابه‏.‏

وأمْرَغَ العجين -لغة في أمْرَخَه-‏:‏ أي أكثر ماءه حتى رق‏.‏

وأمْرَغَ‏:‏ إذا أكثر الكلام في غير صواب‏.‏

ومَرَّغَ الدابة في التراب تَمرِيْغًا؛ فَتَمَرَّغَتْ‏.‏

وتَمرَّغَ الإنسان‏:‏ إذا تقلب وتلوى من وجع يجده؛ تشبيها بالدابة‏.‏

وتَمَرَّغَ‏:‏ إذا رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا‏:‏

فلم أرْغُ مما كان بيني وبينها *** ولم أتَمَرَّغْ أن تجنى عصوبها

قوله‏:‏ ‏"‏فلم أرْغُ‏"‏ من رُغَاءِ البعير‏.‏

وتَمَرَّغَ المال‏:‏ إذا أطال الرعي كفي المَرْغ‏:‏ أي الروضة‏.‏

وتَمَرَّغْنا‏:‏ أي تنزهنا‏.‏

والمُتَمَرَّغُ‏:‏ الذي يصنع نفسه بالأدهان والتزلق‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ تَمَرَّغْتُ على فلان‏:‏ أي تَلَبَّثْتُ وتمكنت‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ تَمَرَّغْتُ في الأمر‏:‏ أي ترددت فيه‏.‏

والتركيب يدل على سيلان شيء في شيء‏.‏

مسغ

ابن الأعرابي‏:‏ أمْسَغَ الرجل‏:‏ تنحى‏.‏

مشغ

المَشْغَ‏:‏ ضرب من الأكل ليس بالتشديد كأكلك القثاء ونحوه‏.‏

وقال أبو تراب‏:‏ مَشَغَه مائة سوط ومَشَقَه‏:‏ إذا ضربه‏.‏

والمِشْغُ -بالكسر-والمِشْقُ‏:‏ المَغْرَةُ‏.‏

ومَسشَغْتُ عرض الرجل مَشْغًا‏:‏ إذا عِبْتَه، عن ابن دريد‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ المَشْغَةُ‏:‏ قطعة من ثوب أو كساءٍ خلق‏.‏

وقال غيره‏:‏ المَشْغَةُ‏:‏ طين يجمع ويُغرَزُ فيه شوك ويترك حتى يجف ثم يضرب عليه الكتان حتى يتسرح‏.‏

ومَشَّغَ الثوب تَمِشيْغًا‏:‏ صبغه بالمغرة‏.‏

ومَشَّغَه‏:‏ عابه‏.‏

ومَشَّغَ الشيء‏:‏ كدره، قال رؤبة‏:‏

أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ *** بالهدر تكشاش البكار المُرَّغِ

أي‏:‏ ليس بالمكَدَّرِ الملطخ‏.‏

مضغ

مَضَغَ الطعام يَمْضَغُه مَضْغًا‏.‏ والمَضَاغُ -بالفتح-ما يُمْضَغُ، يقال‏:‏ ما عندنا مَضَاغٌ؛ وما ذُقْتُ مَضَاغًا‏.‏ وهذه كسرة لينة المَضَاغِ، قال‏:‏

تَزَجَّ من دنياك بالبلاغ *** وباكر المعدة بالدَّبَاغِ

بكسرة طيبة المَضاغِ *** بالملح أو ماشئت من صَباغِ

ويروى‏:‏ ‏"‏لَيَّنَة‏"‏‏.‏

والمُضاغَةُ -بالضم-‏:‏ ما مَضَغْتَ‏.‏

والمُضَّاغَةُ -بالتشديد-‏:‏ الأحمق‏.‏

والمُضْغَةُ‏:‏ قطعة لحم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً‏}‏، وقال زهير بن أبي سلمى‏:‏

تُلَجلج مُضْغَة فيها أنيض *** أصلت فهي تحت الكشح داء

وقلب الإنسان‏:‏ مُضْغَةٌ من جسده، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إن في الجسد لَمُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب‏.‏

وقد تكون المُضْغَةُ من غير اللحم، يقال‏:‏ أطيب مُضْغَةِ يأكلها الناس صيحانية مُصَلَّبَةٌ‏.‏

وأما حديث عمر -رضي الله عنه-‏:‏ وأتاه رجل فقال‏:‏ إن ابن عمي شُجَّ مُوْضِحةً؛ فقال‏:‏ أمن أهل القرى أم من أهل البادية‏؟‏ فقال‏:‏ من أهل البادية، فقال عمر -رضي الله عنه-‏:‏ إنا لا نتعاقل المُضَغَ بيننا‏.‏ فالتَّعَاقُلُ -تفاعل- من العقل وهو الدية، ومي مالا يعتد به في أصحاب الدية‏:‏ مُضَغًا؛ تقليلا وتصغيرًا، ومُضَغُ الأمور‏:‏ صغارها‏.‏ وكان عمر -رضي الله عنه- يقول‏:‏ أهل القرى لا يعقل المُوْضِحَةَ ويعقلها أهل البادية‏.‏ وعن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-‏:‏ ما دون المُوْضِحَةِ خدوش فيها صلح‏.‏ وقال الشعبي‏:‏ ما دون المُوْضِحَةِ فيه أجرة الطبيب‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ المَضائغُ‏:‏ العقبات اللواتي على طرف السيتين، الواحدة‏:‏ مَضِيْغَةٌ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ المَضِيْغَةُ‏:‏ لحمة تحت ناهض الفرس، قال‏:‏ والناهض‏:‏ لحم العضد‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ كل لحم على عظم‏:‏ مَضِيْغَةٌ، والجمع مَضِيْغٌ، وقال غيره‏:‏ مَضَائغُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ كل لحمة يفصل بينها وبين غيرها عرقٌ‏:‏ فهي مَضِيْغَةٌ‏.‏ واللِّهْزِمَةُ‏:‏ مَضِيْغَةٌ والعضلة‏:‏ مَضِيْغَةٌ‏.‏ وعقبة القواس المَمْضُوغَةُ مَضِيْغَةٌ‏.‏

والماضِغَانِ‏:‏ أصول اللحيين عند مَنْبِتِ الأضراس، ويقال‏:‏ عِرقان في اللحيين‏.‏

وقول رؤبة‏:‏

إن لم يعقني عائق التَّسَغْسُغِ *** في الأرض فارقبني ومعجم المُضَّغِ

معناه‏:‏ أنظر إلي وإلى الذين يَمْضَغُوْنَ عندك كيف فعلى وفِعْلُهم‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أمْضَغَ النخل‏:‏ أي صار في وقت طيبه حتى يُمْضَغَ‏.‏

وقال غيره‏:‏ ما ضَغَه في القتال‏:‏ أي جاده فيه‏.‏

مغغ

الليث‏:‏ المَغْمَغَةُ‏:‏ الاختلاط، وقال غيره‏:‏ التخليط، قال رؤبة‏:‏

ما منك خلط الخلق المُمَغْمَغ ***

وقال -أيضًا-في هذه الأرجوزة‏:‏

خلطٌ كَخَلْطِ الكذب المُمَغْمَغِ ***

ويروى‏:‏ ‏"‏الكاذب المُمَغْمِغِ‏"‏‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ إذا روى الثريد دسما قيل‏:‏ مَغْمَغَةَ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ يقال‏:‏ مَغْمَغَ الرجل اللحم‏:‏ إذا مَضَغَه ولم يحكم مَضْغَه، وكذلك مَغْمَغَ كلامه‏:‏ إذا لم يبينه؛ وقال غيره‏:‏ هو مقلوب غَمْغَمَ‏.‏

وقال غيره‏:‏ مَغْمَغَ الكلب في الإناء‏:‏ وَلَغَ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ المَغْمَغةُ‏:‏ العمل الضعيف‏.‏

ومَغْمَغْتُ الثوب في الماء‏:‏ مثل غَثْغَثْتُه‏.‏

وتَمَغْمَغَ‏:‏ نال شيئا من العشب‏.‏

وتَمَغْمَغَ المال‏:‏ إذا جرى فيه السمن‏.‏

والتركيب يدل على الاختلاط‏.‏

ملغ

المِلْغُ -بالكسر-‏:‏ النذل الأحمق الذي يتكلم بالفحش، يقال‏:‏ بِلْغٌ مِلْغٌ، وقد يفرد المِلْغُ، قال رؤبة‏:‏

والمِلْغُ يلكى بالكلام الأمْلَغِ ***

فدل على أنه ليس بإتباع‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ رجل مِلْغٌ من قوم أمْلاغٍ‏:‏ وهم الضعافُ الحمقى‏.‏ وقال غيره‏:‏ رجل مِلْغٌ بين المُلُوْغَةِ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ رجل مالِغٌ‏:‏ أي داعر، وقوم مُلاّغٌ‏.‏

قال‏:‏ وتَمَالَغْتُ بالإنسان‏:‏ ضحكت به‏.‏ ومالَغْتُه بالكلام‏:‏ مازحته بالرفث‏.‏

والتَملُّغُ‏:‏ التحمق، قال رؤبة‏:‏

يمارس الإعضال بالتَملُّغِ ***

منغ

مَنَغُ -بالتحريك-‏:‏ من نواحي حلب، وكانت قديما‏:‏ مَنَعَ-بالعين غير معجمة-فغير اسمها‏.‏

ومَنُوغانُ‏:‏ من مدن كرمان، وإذا عربوها قالوا‏:‏ مَنُوجَان‏.‏

موغ

ابن دريد‏:‏ ماغَتِ الهرة تَموْغ مُوَاغا -مثل ماءت تَموْءُ مُوَاءً-‏:‏ إذا صَوَّتَتْ‏.‏

نبغ

نَبَغَ الشيء يَنْبَغُ ويَنْبِغُ ويَنْبُغُ‏:‏ إذا ظهر‏.‏

ونَبَغَ الرجل‏:‏ إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قال وأجاد، ومنه سمي النَّوابغُ من الشعراء؛ وهم‏:‏ النّابِغَةُ الذبياني‏:‏ واسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذْبيان بن بغيظ بن ريث بن غظفان بن سعد بن قيس عيلان، وكنيته أبو تمامة وأبو أمامة، وقيل له النّابِغَة بقوله‏:‏

وحلت في بني القين بن جسر *** فقد نَبَغَتْ لنا منها شؤون

والنّابِغَةُ الجعدي -رضي الله عنه-‏:‏ وهو أبو ليلى قيس بن عبد الله بن عُدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَةَ بن سعد بن قيس عيلان‏.‏ وهو أشعر من النابغة الذبياني‏.‏ وهجته ليلى الأخيلية فقالت‏:‏

أنابغَ لم تَنْبُغْ ولم تكُ أولا *** وكنت صُنَيًّا بين صُدَّيْنِ مجهلا

ويروى‏:‏ ‏"‏شُعَيْبا‏"‏‏.‏

والنّابِغَةُ الحارثي‏:‏ وهو نابِغَةُ بني الديان واسمه يزيد بن أبان بن عمرو بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب، وأجتمع النابغة هذا مع نبي الديان في زايد بن الحارث فهو يعرف بهم‏.‏

والنّابِغَةُ الشيباني‏:‏ واسمه عبد الله بن المخارق بن سُليم بن حَصِيرة بن قيس بن شيبان بن حمار بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن شيبان بن ثعلبة‏.‏

والنّابِغَةُ الغنوي‏:‏ وهو ابن لأي بن مُطَمِّع بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب‏.‏

والنّابِغَةُ‏:‏ الرجل العظيم الشأن، والهاء في النابغة للمبالغة‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ النُّبَاغُ -بالضم-والنَّبْغُ‏:‏ غبار الرحى؛ وهو ما تطاير من الدقيق إذا طُحن‏.‏ ونَبَغَ الوعاء بالدقيق‏:‏ إذا كان رقيقا فتطاير من خصاص ما رق منه‏.‏

ونَبَغَ الماء ونَبَعَ‏:‏ واحد‏.‏

وفي حديث عائشة-رضي الله عنها-‏:‏ وغاض نَبْغَ الردة‏.‏ إي أذهبه ونَقَصَه‏.‏ وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب م‏.‏ ي‏.‏ ح‏.‏

ومَحَجَّةٌ نَبّاغَةٌ‏:‏ يثور ترابها‏.‏

والنَّبّاغَةُ‏:‏ الإست‏.‏

ونَبَغَ من فلان أمر كرهناه‏:‏ أي بدا وظهر‏.‏

ونَبَغَ من المُزْنِ قطرات من مطر‏.‏

ونَبَغَ فلان في الدنيا‏:‏ إذا اتسع‏.‏

والنُّبَاغُ والنُّبّاغُ -بالضم فيهما وبالتخفيف والتشديد- والنُّبَاغَةُ والنُّبّاغَةُ‏:‏ الهِبْرِيَةُ‏.‏

والنُّبَاغَةُ‏:‏ الطحين الذي يذر على العجين‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ تَنْبُغُ‏:‏ موضع‏.‏

ونَبَغَ رأسه نَبْغًا‏:‏ إذا ثار ذلك منه‏.‏

ونَبَغَتْ علينا منهم نَبّاغَةٌ‏:‏ أي خرجت خوارج‏.‏

ونَبَغَةُ الناس -بالتحريك-‏:‏ وسطهم‏.‏

والنَّبِيْغُ‏:‏ أن تُنْفَضَ النخلة فيطير غرابها في وليع الإناث؛ وذلك تلقيح‏.‏

وأنْبَغْتُ البلد‏:‏ أكثرت الترداد إليه‏.‏

وأنْبَغَ النّاخِلُ‏:‏ أخرج الدقيق من خصاص المنخل‏.‏

والتركيب يدل على بروز وظهور‏.‏

نتغ

ابن دريد‏:‏ نَتَغْتُ الرجل أنْتِغُه وأنْتُغُه -مثال أضربه وأكتُبُه-‏:‏ إذا عبته وذكرته بما ليس فيه‏.‏ ورجل مِنْتَغٌ -بكسر الميم-‏:‏ إذا كان فعالا لذلك‏.‏

وقال الليث‏:‏ أنْتَغَ‏:‏ إذا ضحك ضحك المستهزئ خفيا، وأنشد‏:‏

لما رأيت المُنْتِغِينَ أنْتَغُوا ***

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الانْتَاغُ‏:‏ أن يُخفي ضحكه ويُظهر بعضه، وأنشد‏:‏

غَمَزَتْ بشيبي تربها فتعجبت *** وسمعت خلف قرامها إنْتاغَها

وكذاك ما هي إن تراخى عمرها *** شبهت جعد غموقها أصْدَاغَها

قال‏:‏ الغَمْقُ‏:‏ الشعر الطيب الرائحة، وقال الأزهري‏:‏ كأنه نُدِّيَ بالدهن ورطل به حتى طاب‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ النون والتاء والغين ليس بشيء غير حكاية؛ وذكر الانْتَاغَ والنَّتْغَ‏.‏

ندغ

نَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغًا‏:‏ أي نَخَسَه بإصبعه‏.‏

والنَّدْعُ‏:‏ الطعن بالرمح؛ وبالكلام أيضًا‏.‏

والمِنْدَغُ -بكسر الميم-‏:‏ الذي من عادته النَّدْغُ، قال رؤبة‏:‏

وجس كتحديث الهلوك الهَيْنَغِ *** لذت أحاديث الغوي المِنْدَغِ

والمِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ‏:‏ إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز‏.‏

والنَّدْغُ -أيضًا-‏:‏ مثل اللدغ‏.‏

والنَّدْغُ‏؟‏ بالفتح عن أبي عبيدة، وبالكسر عن أبي زيد-‏:‏ السَّعْتَرُ البري، ومنه حديث الحجاج‏:‏ أنه كتب إلى عامله بالطائف‏:‏ أرسل إلي بعسلٍ أخضر في السقاء أبيض في الإناء من عسل النَّدْغِ والسحاء من حدب بني شبابة‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ النَّدْغُ‏:‏ شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء، الواحدة‏:‏ نَدْغَةٌ‏.‏ وزعم الأطباء عسل السعتر أمتن العسل وأشد حرارة، قال أبو نؤاس يرثي خلفًا الأحمر‏:‏

هاتيك أو عصماءُ في أعلى الشرف *** تظل في الطُّبّاقِ والنَّدْغِ الألف

ويروى‏:‏ ‏"‏تَرُوْدُ‏"‏‏.‏ وبنو شبابة قوم بالطائف‏.‏

والنُّدْغَةُ -بالضم-‏:‏ البياض في آخر الظفر‏.‏

ونُدِغَ الصبي‏:‏ دُغْدِغَ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ نَدَغَه وأنْدَغَ به‏:‏ أي ساءه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال نَبِّغي عجينك‏:‏ أي ذُري عليه الطحين‏.‏

والانْتِداغُ‏:‏ الضحك الخفي‏.‏

والمُنَادَغَةُ‏:‏ شبه المُغَازَلَةِ‏.‏

والتركيب يدل على شبه الطعن والنخس‏.‏

نزغ

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإما يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ‏}‏ النَّزْغُ والهمز‏:‏ الوسوسة، يقول‏:‏ إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة، وقال اليزيدي‏:‏ يَنْزَغَنَّكَ‏:‏ يَسْتَخِفَّنَكَ‏.‏

ويقال‏:‏ نَزَغَ بيننا‏:‏ أي أفسد‏.‏

وقيل‏:‏ النَّزْغُ‏:‏ الإغراء، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏من بعد أن نَزَغَ الشيطان بيني وبين أخوتي‏}‏ أي أغرى، وقيل‏:‏ أفسد‏.‏

ونَزَغَه بكلمة ونَسَغَهُ ونَدَغَه‏:‏ أي طعن فيه‏.‏

والنَّزْغُ‏:‏ الغيبة، قال رؤبة‏:‏

وأحذر أقاويل العُداة النُّزَّغِ ***

ورجل مِنْزَغَةٌ ومِنْزَغٌ ونَزّاغٌ‏:‏ يَنْزَغُ الناس؛ والهاء للمبالغة‏.‏

والمِنْزَغَةُ‏:‏ إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْزَغُ بها الخباز الخبز‏.‏

والتركيب دليل على إفساد بين أثنين‏.‏

نسغ

النَّسْغُ‏:‏ مثل النَّخْسِ، يقال نَسَغَه بسوطٍ‏:‏ أي نَخَسَه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ يقال نَسَغْتُ دابتي لتثور‏.‏

ونَسَغَه بكلمة‏:‏ مثل نَزَغَه‏.‏

ونَسَغَتِ الواشمة‏:‏ إذا غَرَّزَتْ في اليد بالإبرة، وذلك أن الواشمة إذا وشمت يدها ضبرت عدة إبر فَنَسَغَتْ بها يدها ثم أسَفَّتْه النؤوْرَ فإذا برأ قلع ثرفه عن سواد قد رَصُنَ‏.‏

والمِنْسَغَةُ‏:‏ إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ النَّسِيْغُ‏:‏ العرق‏.‏

وقال الأموي‏:‏ نَسَغَ في الأرض‏:‏ إذا ذهب فيها‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ نَسَغْتُ اللبن بالماء‏:‏ مَذَقْتُه‏.‏

ونَسَغَ فلان من إبل فلان‏:‏ إذا أخذ منها شيئا سلا‏.‏

ونَسَغَتْ أسنانه‏:‏ استَرْخَتْ أصولها‏.‏

والنُّسْغُ -بالضم-‏:‏ ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال للفَسيلة إذا أخرجت قلبها‏:‏ قد أنْسَغَتْ‏.‏

قال‏:‏ وإذا قُطِعَتِ الشجرة ثم نبتت قيل‏:‏ قد أنْسَغَتْ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ نَسَّغَ الرجل تَنْسِيْغًا‏:‏ إذا أخرج سعفا فوق سعفٍ‏.‏

وقال غيره‏:‏ نَسَّغَتْ أسنانه‏:‏ استرخت أصولها؛ مثل نَسَغَتْ‏.‏

وانْتَسَغَتِ الإبل‏:‏ إذا تفرقت في مراعيها وتباعدت، قال الأخطل‏:‏

رجن بحيث تَنْتَسِغُ المطايا *** فلا بقًا يخفن ولا ذبابا

وقال المرار بن سعيد الفقعسي‏:‏

تنقلتِ الديار بها فحلت *** بحزة حيث يَنْتَسِغُ البعير

ويقال انْتَسَغَ البعير‏:‏ إذا ضرب بيده إلى كركرته من الذباب‏.‏

والتركيب يدل على غرز شيء بشيء‏.‏

نشغ

النَّشْغُ‏:‏ الشَّهِيْقُ حتى يكاد يبلغ به الغَشْيَ، وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقا لأبي صاحبه وأسفًا عليه، ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-فَنَشَغَ، قال رؤبة‏:‏

عرفت أني ناشِغٌ في النُّشِّغِ *** إليك أرجو من نداك الأسْنَغِ

وقال الأصمعي‏:‏ النَّشَغَاتُ عند الموت فَوْقات خفيات جدا، وفي حديث آخر‏:‏ «لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى يَنْشَغَ أو يَتَنَشَّغَ»، وفي حديث آخر‏:‏ «فإذا هو يَنْشَغُ»‏.‏ أي يمتص بفيه‏.‏

وقال أبو تراب‏:‏ نَشَغْتُ الصبي وجورًا ونَشَعْتُه‏:‏ إذا أوجرته، وهو النَّشُوْغُ والنَّشُوْعُ، وقد نُشِغَ الصبي ونُشِعَ‏:‏ إذا أُوجز، قال ذو الرمة‏:‏

إذا مرئية ولدت غلاما *** فألام مرضعٍ نُشِغَ المحارا

والمِنْشَغَةُ والمِنْشَعَةُ‏:‏ المُسْعُطُ، قال‏:‏

سأنْشَغَهَ حتى يلين شَرِيْسُهُ *** بمنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ

وربما قالوا‏:‏ نَشَغْتُه الكلام نَشْغًا ونَشَعتُه نَشْعًا -وهو على التشبيه- أي لقنته وعلمته‏.‏

وقال الرفاء‏:‏ النَّوَاشِغُ‏:‏ مجاري الماء في الوادي، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي‏:‏

ولا متدارك والشمس طفلٌ *** ببعض نَواشِغِ الوادي حمولا

وقال ابن فارس‏:‏ هي أعالي الوادي، الواحد‏:‏ ناشِغَةٌ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ نُشِغَ به ونُشِغَ به‏:‏ أي اولع به فهو مَنْشُوْعٌ به‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ النَّشْغُ‏:‏ أن تشرب الماء بيدك‏.‏

وقول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي‏:‏

شأس الهبوط زناء الحاميين متى *** يَنْشَغْ بواردة يحدث لها فَزَعُ

يَنْشَغْ بواردةٍ‏:‏ أي يصر فيه الناس فيتضايق الطريق بالواردة كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غص به، ويروى‏:‏ ‏"‏يَبْشَعْ‏"‏ بالياء الموحدة والعين المهملة، والمعنيان متقاربان‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ النُّشْغَةُ -بالضم-‏:‏ الرمق‏.‏

وقال غيره‏:‏ النّاشِغُ‏:‏ الذي يحيا بعد الجهد‏.‏

والأنْشُوْغَةُ‏:‏ الاستيج‏.‏

ونَشَغَ الماء في الأرض‏:‏ سأل‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ نَشَغَه بالرمح‏:‏ إذا طعنه به‏.‏

قال‏:‏ وانْشَغَ الرجل‏:‏ إذا تنحى‏.‏

قال‏:‏ وانْتَشَغَ البعير‏:‏ ضرب بخفه موضع لدغ الذباب، وأنشد للأخطل‏:‏

تنقلت الديار بها فحلت *** بحزة حيث يَنْتَشِغُ البعير

هكذا رواه الأزهري عن ابن الأعرابي‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الصواب بالسين المهملة في اللغة وفي الشعر، وقد ذكرته في موضعه‏.‏

والتركيب يدل على غرز شيء بشيء‏.‏

نفغ

النَّغَانِغُ‏:‏ لحمات تكون في الحلق عند اللهازم الواحدة‏:‏ نُغْنُغٌ‏.‏ وقال الليث‏:‏ النُّغْنُغُ موضع بين اللهاة وشوارب الحنجور، قال جرير‏:‏

غمز ابن مرة يا فرزدق كينها *** غَمْزَ الطبيب نَغَانِغَ المعذور

وقال ابن فارس‏:‏ الزوائد التي في باطن الأذنين‏:‏ نَغَانِغُ‏.‏

ويقال‏:‏ إن النُّغْنُغ الذي يكون فوق عنقِ البعير إذا أجتر تحرك‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ النُّغْنُغُ‏:‏ من أسماء فرج النساء ذي الربلات‏.‏

وقال غيره‏:‏ النُّغْنُغُ‏:‏ الأحمق الضعيف، والمرأة نُغْنُغَةٌ‏.‏

ويقال‏:‏ نُغْنِغَ الرجل -على ما لم يُسم فاعله-‏:‏ إذا أصابه داء في نُغْنُغِه‏.‏

نفغ

ابن دريد‏:‏ النَّفْغُ‏:‏ تنفُّطُ اليدين من عمل، يقال‏:‏ نَفَغَتْ يده تَنْفَغُ نَفْغًا ونُفُوْغًا‏:‏ إذا تَنَفَّطَتْ ورقت من كد العمل -لغة يمانية- وجرى فيها الماء، وأنشد أبو حاتم لرجل من أهل اليمن يخاطب أمة‏:‏

دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ *** فأصْفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ

خير من حطام الدَّفْغِ *** وأن تري كفكِ ذاة نَفْغِ

تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمرغ ***

وتَنَفَّغَتْ يده‏:‏ تَنَفَّطَتْ‏.‏

نمغ

الفراء‏:‏ نَمَغَةُ الجبل -بالتحريك-‏:‏ أعلاه‏.‏

ونَمَغَةُ القوم‏:‏ خيارهم ووسطهم‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ النَمغَةُ‏:‏ ما تحرك من يافوخ الصبي أول ما يولد‏.‏

وقال غيره‏:‏ نَمَغَةُ من الناس والمال‏:‏ تعني بذلك الكثرة‏.‏

وقال الليث‏:‏ التَّنْمِيْغُ‏:‏ مجمجة بسوادٍ وحمرةٍ وبياضٍ، ورجل مُنَمَّغُ الخلق‏.‏

والتركيب يدل على أعلى شيء‏.‏

نهبغ

ابن دريد‏:‏ النُّهْبُوْغُ‏:‏ طائر‏.‏

وقال غيره‏:‏ النُّهْبُوغ‏:‏ من السفن البحرية الطويلة السريعة الجري، شبهوها بالطائر، ويقال لها‏:‏ الدُّوْنِيْجُ أيضًا؛ وهو معرب دوني‏.‏

وبغ

ابن دريد‏:‏ الأوْبَغُ‏:‏ موضع‏.‏

ووَبَغْتُ الرجل‏:‏ إذا عبته أو طعنت عليه‏.‏

وقال الليث‏:‏ الوَبَغُ -بالتحريك-‏:‏ داء يأخذ الإبل فترى فساده في اوبارها‏.‏

وقال غيره‏:‏ الوَبَغُ‏:‏ هِبْرِيَةُ الرأس، ورجل وَبِغٌ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ يقال وقع في وَبَغَةِ القوم‏:‏ أي في وسطهم ومجتمعهم، ومجتمع كل شيء‏:‏ وَبَغَتُه‏.‏

والوَبّاغَةُ والوَبّاعَةُ‏:‏ الإستُ، يقال‏:‏ كذبتْ وَبّاغَتُكَ ووَبّاعَتًكَ‏.‏

وتغ

الوَتَغُ -بالتحريك-‏:‏ الهلاك، يقال وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغًا‏:‏ أي أثم وهلك‏.‏

وقال الليث‏:‏ الوَتَغُ‏:‏ الإثم وقلة العقل في الكلام، قال‏:‏

يا أُمنا لا تَغضبي إن شئت *** ولا تقولي وَتَغًَا إن فئتِ

وقال أبو زيد‏:‏ الوَتِغةُ من النساء‏:‏ هي المضيعة لنفسها في فرجها، وقد وَتِغَتْ تَوْتَغُ وتَيْتَغُ وَتَغًا‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الوَتَغُ‏:‏ الملامة‏.‏

وقال غيره‏:‏ الوَتَغُ‏:‏ الوجع وسوء القول وفرط الجهل‏.‏

وأوْتَغَه الله‏:‏ أي أهلكه، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «فإنه لا يُوْتِغُ إلا نفسه، أي لا يهلك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ب ط‏.‏

وفي حديثه الآخر -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ما من أمير عشرةٍ إلا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يُوْتِغُه‏.‏

وأوْتَغَه -أيضًا-‏:‏ أوجعه‏.‏

وأوْتَغَ السلطان فلانًا‏:‏ إذا حبسه أو ألقاه في بليةٍ‏.‏

والتركيب يدل على إثم وبلية‏.‏

وثغ

وَثَغْتُ رأسه وَثْغًا‏:‏ شدخته‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الوَثِيْغَةُ‏:‏ الدرجة التي تتخذ للناقة‏.‏ وقد وَثَغَ فلان ناقته يَثِغُها وَثْغًا‏:‏ أي أتخذ لها وَثِيْغَةً‏.‏

وقال ابن السكيت‏:‏ يقال لما التف من العشب أيام الربيع‏:‏ وَثِيْغَةٌ ووَثِيْخَةٌ ووَثِيْجَةٌ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ ثريدة مَوْثُوْغَةٌ ووَثِيْغَةٌ‏:‏ وهو أن يرد بعضها على بعض‏.‏

ووَثِيْغَةٌ من المطر ووَثْغَةٌ‏:‏ أي قليل منه‏.‏

وزغ

الوَزَغَةُ‏:‏ دويبة، والجمع وَزَغَ وأوْزَاغٌ ووِزْغانٌ‏.‏ وكان لعائشة-رضي الله عنها-عود تقتل به الوَزَغَ، قال‏:‏

فلما تجاذبنا تَقَعْقَعَ ظهره *** كما تُنْقِضُ الوِزْغَانُ زُرْقًا عيونها

والأوْزَاغُ‏:‏ الرجال الضعاف‏.‏

ويقال‏:‏ بفلان وَزَغٌ‏:‏ أي رعشة، وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين مر به النبي -صلى الله عليه وسلم-فجل الحكم يغمز به ويشير بإصبعه؛ فالتفت إليه فقال‏:‏ اللهم أجعل به وَزَغًا، فأصابه مكانه وَزَغٌ لم يفارقه‏.‏

قال ابن عباد‏:‏ رجل وَزَغٌ‏:‏ إذا كان حارضا فسلا‏.‏

ووَزَغَتِ الناقة ببولها وأوْزَغَتْ به‏:‏ إذا رمته دفعة دفعة‏.‏ والحوامل من الإبل تُوْزِغُ بأبوالها، قال مالك بن زغبة الباهلي‏:‏

وصرب كآذان الفراء فضوله *** وطعن كإيزاغ المخاض تبورها

أي‏:‏ تَبُورُها أنت؛ أي تختبرها‏.‏

ويقال‏:‏ الطعنة تُوْزِغُ بالدم‏:‏ أي ترمي به‏.‏

ويقال‏:‏ وُزِّغَ الجبين تَوْزِيْغًا‏:‏ إذا صور في البطن‏.‏

وشغ

شيء وَشْغٌ‏:‏ أي وتح قليل‏.‏

والوَشُوْغُ‏:‏ ما يوجر في الفم‏.‏

ووَشَغَ ببوله وَشْغًا‏:‏ مثل وزغَ‏.‏

وأوْشَغَ عطيته‏:‏ أي أوتحها وأقلها، قال رؤبة‏:‏

ليس كإيْشَاغِ القليل المُوْشَغِ ***

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أوْشَغَتِ الناقة ببولها‏:‏ مثل أوْزَغَتْ‏.‏

وأوشَغْتُه‏:‏ أوجرته‏.‏

والتَّوشِيْغُ‏:‏ تلطيخ الثوب بالدم حتى يصير عليه طرائق‏.‏

وقال الليث‏:‏ تَوشَّغَ فلان بالسوء‏:‏ إذا تلطخ به، قال القُلاَخُ‏:‏

إني امرؤ لم أتَوَشَّغْ بالكذب ***

وقال ابن شميل‏:‏ اسْتَوْشَغَ فلان‏:‏ إذا استقى بدلوٍ واهيةٍ‏.‏

ولغ

وَلَغَ الكلب في الإناء يَلَغُ وُلُوْغًا ووَلْغًا ووَلَغَانًا‏:‏ أي شرب ما فيه بأطراف لسانه، وقال ابن دريد‏:‏ يالَغُ فيه‏:‏ لغة، وأنشد على هذه اللغة لعُبَيْد الله بن قيس الرقيات بصف شبلين‏:‏

ما مر يوم إلا وعندهما *** لحم رجالٍ أو يالَغَانِ دما

ويروى‏:‏ يُوْلَغَانِ‏.‏

وحكى اللحياني‏:‏ وَلِغَ يَلِغُ -مثال وَرِثَ يَرِثُ- وقال غيره‏:‏ وَلِغَ يَوْلَغُ -مثال وَجِلَ يَوْجَلُ-‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ وَلِغَ وُلْغًا -بالضم-‏.‏

وحكى أبو زيد‏:‏ وَلَغَ الكلب بشرابنا وفي شرابنا ومن شرابنا، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إذا ولَغَ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا وعفروه الثامنة في التراب‏.‏

ويقال‏:‏ ليس شيء من الطيور يَلَغُ غير الذباب‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ ما وَلَغَ اليوم وَلُوْغًا‏:‏ أي لم يطعم شيئًا‏.‏

والمِيْلَغُ والمِيْلَغَةُ‏:‏ الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب في الدم ويسقى فيه، وفي حديث علي -رضي الله عنه- فأعطاهم مِيْلَغَةَ الكلب، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب روع‏.‏

ووَالِغٌ‏:‏ جبل بين الأحساء واليمامة، قال‏:‏

إذا قطعنا والِغًا والسَّبْسَبا *** ذكرت من رَبْعَةَ قيلا مرحبا

وخبز بر عندها ومشربا ***

ووالِغُوْنَ‏:‏ وادٍ، وقال ابن عباد‏:‏ جبيل بين الأحساء واليمامة، ولعله الذي ذكر جمع بما حوله، قال الأغلب العجلي‏:‏

نحن منعنا جوف والِغِيْنا *** وقد تدلى عنبا وتينا

والقول في إعرابه كالقول في إعراب نصيبين‏.‏

والوَلْغَةُ -بالفتح-‏:‏ الدلو الصغيرة، قال‏:‏

شر الدلاء الوَلْغَةُ المُلاذِمَهْ *** والبكرات شرهن الصّائمة

أي‏:‏ هي لصغرها تحتاج أن يُلاذِمَها وتُلاذِمَه هي أيضًا ولو كانت كبيرة لاستقى بها قدر ما يحتاج إليه بسرعة‏.‏ والمُلاذِمَةُ‏:‏ الملازمة‏.‏

وأولَغَ الكلب‏:‏ سقاه، ويروى قول عبيد الله بن قيس الرقيات يصف شبلين‏:‏

ما مر يوم إلا وعندهما *** لحم رجالٍ أو يُوْلَغَانِ دَما

ويروى‏:‏ يالَغَانِ‏.‏

ورجل مُسْتَوْلِغٌ‏:‏ لا يبالي ذمًا ولا عارًا‏.‏

ومغ

ابن الأعرابي‏:‏ الوَمْغَةُ‏:‏ الشعرة الطويلة‏.‏

هبغ

هَبَغَ يَهْبَغُ هُبُوْغًا‏:‏ أي نام، وأنشد الليث‏:‏

هَبَغْنا بين أذرعهن حتى *** تَبَخْبَخَ حر ذي رمضاء حامِ

هبنغ

ابن دريد‏:‏ الهَبَيْنَغُ -مثال هَمَيْسَعٍ-‏:‏ الأحمق‏.‏

هدغ

ابن عباد‏:‏ هَدَغْتُ الطعام‏:‏ بمعنى فَدَغْتُه‏.‏

والمُنْهَدِغُ‏:‏ الحسو اللين من الطعام وكل شيء لأن عن يبس، فقد انْهَدَغَ‏.‏

وفي النوادر‏:‏ أنْهَدَغَتِ الرطبة‏:‏ أي انْفَضَخَتْ‏.‏

هدلغ

ابن عباد‏:‏ الهِدْلَوْغَةُ‏:‏ الأحمق‏.‏

هذلغ

ابن عباد‏:‏ الهُذْلُوْغُ‏:‏ الغليظ الشفة‏.‏

هرنغ

الأزهري‏:‏ الهُرْنُوْغُ شبه الطُرْثُوْتِ يؤكل‏.‏

هفغ

ابن دريد‏:‏ هَفَغَ الرجل يَهْفَغُ هُفُوْغًا‏:‏ إذا ضعف من جوع أو مرض‏.‏

هلغ

الليث‏:‏ الهِلْيَاغُ‏:‏ شيء من صغار السباع، وأنشد‏:‏

وهِلْيَاغُها فيها معًا والغَنَاجِلُ

وقال الأزهري‏:‏ لم أسمع الهِلْيَاغَ لغير الليث‏.‏ والغَنَاجِلُ‏:‏ جمع غُنْجُلٍ -بالضم-‏:‏ وهو عناق الأرض‏.‏

همغ

الأصمعي‏:‏ الهِمْيَغُ‏:‏ الموت المعجل، وأنشد لأسامة بن الحارث بن جبيب الهُذلي‏:‏

إذا بَلَغُوا مصرهم عُوْجِلُوا *** من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعِطِ

قال‏:‏ وكان الخليل يقوله بالعين المهملة، وقد خالفه الناس‏.‏

وقال شمر‏:‏ هَمَغَ رأسه‏:‏ شدخه‏.‏

والهَيْمَغُ‏:‏ شجرة ثمرها المَغْدُ‏.‏

وانْهَمَغَتِ الرطبة وانْهَدَغَتْ‏:‏ إذا انْشَدَخَتْ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ قرحة مُنْهَمِغَةٌ‏:‏ أي مُبْتَلَّةٌ‏.‏